للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يُونُس النَّحْوِيّ فمرت بَينهمَا مسَائِل أقرّ لَهُ يُونُس فِيهَا وصدره مَوْضِعه

وَلما أَتَى حَمْزَة الزيات وَتقدم ليقْرَأ عَلَيْهِ رمقه الْقَوْم بِأَبْصَارِهِمْ وَقَالُوا إِن كَانَ حائكاً فسيقرأ سُورَة يُوسُف وَإِن كَانَ ملاحاً فسيقرأ سُورَة طه فسمعهم فَقَرَأَ بِسُورَة يُوسُف فَلَمَّا بلغ إِلَى قصَّة الذِّئْب قَرَأَ فَأَكله الذيب بِغَيْر همزٍ فَقَالَ لَهُ حَمْزَة الذِّئْب بِالْهَمْز فَقَالَ لَهُ الْكسَائي وَكَذَلِكَ أهمز الْحُوت فالتقمه الْحُوت قَالَ لَا قَالَ فَلم همزت الذِّئْب وَلم تهمز الْحُوت وَهَذَا فَأَكله الذِّئْب وَهَذَا فالتقمه الْحُوت فَرفع حَمْزَة بَصَره إِلَى خَلاد الْأَحول وَكَانَ أجمل غلمانه فَتقدم إِلَيْهِ جمَاعَة من الْمجْلس فناظروا فَلم يصنعوا شَيْئا فَقَالَ أفدنا رَحِمك الله فَقَالَ الْكسَائي تفهموا عَن الحائك تَقول إِذا نسبت الرجل إِلَى الذِّئْب قد استذأب الرجل وَلَو قلت قد استذاب بِغَيْر همز لَكُنْت إِنَّمَا نسبته إِلَى الهزال أَي استذاب شحمه بِغَيْر همز وَإِذا نسبته إِلَى الْحُوت تَقول قد استحات الرجل أَي كثر أكله لِأَن الْحُوت يَأْكُل كثيرا لَا يجوز فِيهِ الْهَمْز فلتلك الْعلَّة همز الذِّئْب وَلم يهمز الْحُوت وَفِيه معنى آخر لَا يسْقط الْهَمْز من مفرده وَلَا من جمعه وأنشدهم من الْخَفِيف

(أَيهَا الذِّئْب وَابْنه وَأَبوهُ ... أَنْت عِنْدِي من أذؤب ضاريات)

قَالَ سَلمَة كَانَ عِنْد الْمهْدي ولد يُؤَدب وَلَده الرشيد فَدَعَاهُ الْمهْدي يَوْمًا وَهُوَ يستاك فَقَالَ لَهُ كَيفَ تَأمر من السِّوَاك فَقَالَ إستك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ الْمهْدي إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون

ثمَّ قَالَ التمسوا لنا من هُوَ أفهم من هَذَا فَقَالُوا رجل يُقَال لَهُ عَليّ بن حَمْزَة الْكسَائي من أهل الْكُوفَة قدم من الْبَادِيَة قَرِيبا فَأمر بإحضاره من الْكُوفَة فساعة دخل عَلَيْهِ قَالَ لَهُ يَا عَليّ بن حَمْزَة قَالَ لبيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ كَيفَ تَأمر من السِّوَاك قَالَ سك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ أَحْسَنت وأصبت وَأمر لَهُ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم

وَقَالَ الْكسَائي حججْت مَعَ الرشيد فَقدمت لبَعض الصَّلَوَات فَصليت فَقَرَأت ذُرِّيَّة ضعافاً)

خَافُوا عَلَيْهِم فَأَمْلَتْ ضعافاً فَلَمَّا سلمت ضربوني بِالْأَيْدِي وَالنعال وَغير ذَلِك حَتَّى غشي عَليّ واتصل الْخَبَر بالرشيد فَوجه بِمن استنفذني فَلَمَّا جِئْته قَالَ لي مَا شَأْنك فَقلت قَرَأت لَهُم بِبَعْض قراءات حَمْزَة الرَّديئَة فَفَعَلُوا بِي مَا بلغ أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ بئس مَا صنعت ثمَّ إِن الْكسَائي ترك كثيرا من قراءات حَمْزَة

وَقَالَ أحضرني الرشيد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَأخرج إِلَيّ مُحَمَّد الْأمين وَعبد الله الْمَأْمُون كَأَنَّهُمَا بدران فَقَالَ امتحنهما بِشَيْء فَمَا سألتهما عَن شَيْء إِلَّا أحسنا الْجَواب عَنهُ فَقَالَ لي كَيفَ تراهما فَقلت من الطَّوِيل

<<  <  ج: ص:  >  >>