(أرى قمري أفق وفرعي بشامة ... يزينهما عرق كريم ومحتد)
(يسدان آفَاق السَّمَاء بهمة ... يؤيدهما حزم ورأي وسؤدد)
(سليلي أَمِير الْمُؤمنِينَ وحائزي ... مَوَارِيث مَا أبقى النَّبِي مُحَمَّد)
(حَيَاة وخصب للْوَلِيّ وَرَحْمَة ... وَحرب لأعداء وَسيف مهند)
ثمَّ قلت فرع زكا أَصله وطاب مغرسه وتمكنت فروعه وعذبت مشاربه وأوراق غصنه وأينع ثمره وزكا فَرعه إِذا هما ملك أغر نَافِذ الْأَمر وَاسع الْعلم عَظِيم الْحلم أعلاهما فعلوا وسما بهما فسموا فهما يتطاولان بطولة ويستضيئان بنوره وينطقان بِلِسَانِهِ فأمتع الله أَمِير الْمُؤمنِينَ بهما وبلغه الأمل فيهمَا فَقَالَ الرشيد تعهدهما فَكنت أختلف إِلَيْهِمَا فِي الْأُسْبُوع طرفِي نهارهما وَمن شعر الْكسَائي من الرمل
(إِنَّمَا النَّحْو قِيَاس يتبع ... وَبِه فِي كل أَمر ينْتَفع)
(فَإِذا مَا أبْصر النَّحْو الْفَتى ... مر فِي الْمنطق مرا فاتسع)
(فاتقاه كل من جالسه ... من جليس نَاطِق أَو مستمع)
(وَإِذا لم يبصر النَّحْو الْفَتى ... هاب أَن ينْطق حينا فَانْقَطع)
(فتراه يرفع النصب وَمَا ... كَانَ من خفض وَمن نصب رفع)
(يقْرَأ الْقُرْآن لَا يعرف مَا ... صرف الْإِعْرَاب فِيهِ وصنع)
(وَالَّذِي يعرفهُ يقرأه ... فَإذْ مَا شكّ فِي حرف رَجَعَ)
(نَاظرا فِيهِ وَفِي إعرابه ... فَإِذا مَا عرف اللّحن صدع)
(كم وضيع رفع النَّحْو وَكم ... من شرِيف قد رَأَيْنَاهُ وضع)
)
(فهما فِيهِ سَوَاء عنْدكُمْ ... لَيست السّنة فِينَا كالبدع)
وَحضر مجْلِس الْكسَائي أَعْرَابِي وهم يتحاورون فِي النَّحْو فأعجبه ذَلِك ثمَّ تنَاظرُوا فِي التصريف فَلم يهتد إِلَى مَا يَقُولُونَ ففارقهم وَقَالَ من الْبَسِيط
(مَا زَالَ أَخذهم فِي النَّحْو يُعجبنِي ... حَتَّى تعاطوا كَلَام الزنج وَالروم)
(بمفعلٍ فعل لَا طَابَ من كلمٍ ... كَأَنَّهُ زجل الْغرْبَان والبوم)
وَله من التصانيف كتاب مَعَاني الْقُرْآن كتاب مُخْتَصر فِي النَّحْو كتاب الْقرَاءَات كتاب الْعدَد كتاب النَّوَادِر الْكَبِير كتاب النَّوَادِر الْأَوْسَط كتاب النَّوَادِر الصَّغِير كتاب اخْتِلَاف الْعدَد كتاب الهجاء كتاب مَقْطُوع الْقُرْآن وموصوله كتاب