(وَكم رشفت سلافاً من أقاح فَم ... وَكم رَأَيْت بهَا بَدْرًا على غُصْن)
(وَكم ظَفرت بِمن لَوْلَا محاسنه ... ولطفه خلت الدُّنْيَا من الْفِتَن)
(وَمَا بَرحت امْرَءًا فِينَا أَخا حكم ... وكل أَفعاله تجْرِي على سنَن)
(فَكيف تخدع عَن هذي المحاسن أَو ... تجوز العذل فِيهَا مِنْك فِي أذن)
(لَكِن عذرك باد فِي الرُّجُوع إِلَى ... الْملك الْمُجَاهِد مَوْلَانَا أبي الْحسن)
(ابْن المؤيدذي الْبَطْش الشَّديد هزب ... ر الدّين دَاوُد رب الْفضل والمنن)
(ابْن المظفر بالأعداء يُوسُف لَا ... جَفتْ مضاجعه هطالة المزن)
(ابْن الْملك الَّذِي قاد العساكر ... نور الدّين والنصر مَعَه انْقَادَ فِي رسن)
(الْعَارِض الهتن ابْن الْعَارِض الهتن ... ابْن الْعَارِض الهتن ابْن الْعَارِض الهتن)
(مُلُوك بَيت إِلَى أَيُّوب نسبته ... أكْرم بِبَيْت على تقوى الْإِلَه بني)
(أيامهم للورى نور بِلَا ظلم ... وَالظُّلم لَو حل فِي أفنائهم لفني)
(قد ذللوا كل صَعب من سياستهم ... بالمرهفات أَو الخطارة اللدن)
(سلوا السيوف فَسَلُوا من ضمائرها ... مَا كَانَ فِيهَا على الْأَعْدَاء من إحن)
(كم وردوا خد أَرض من عدوهم ... وَقومُوا أوداً من قامة الزَّمن)
(وَكم أسالوا دَمًا فِي يَوْم حربهم ... فخضبوا السَّيْف لما زَينُوا الْيَزنِي)
(وَأَنت عنْدك من كل البضائع فِي ... شَتَّى عُلُوم الورى والسوق بِالْيمن)
(فَلَيْسَ يُنكر أَن تهدي نفائسها ... لمن غَدا يبْذل الغالي من الثّمن)
(من رَاح يعرف مَا استصحبت من دُرَر ... بل عِنْده ضعف مَا تهديه من حسن)
(وفضله فِي عُلُوم النَّاس فض لَهُ ... ختم الْبَدَائِع فاستفتيه وامتحن)
(تَجدهُ بحرا وحبراً فِي فَوَائده ... تزري فَصَاحَته بالقالة اللسن)
(وكفه وكفه بالجود مُتَّصِل ... فَكل من هُوَ فِي تِلْكَ الديار غَنِي)
(نَام الْأَنَام بِعدْل طَابَ عيشهم ... بِهِ فهم من جنى الجنات فِي جنن)
)
(يعْنى بِفضل قضايا كل مشكلة ... حَتَّى يفرق بَين المَاء وَاللَّبن)
(دع الْمُلُوك الْكِرَام الذاهبين فه ... ذَا سيف الْإِسْلَام لَا سيف ذِي يزن)
(وَمن تكن هَذِه الْأَوْصَاف سؤدده ... تجب مدائحه فِي السِّرّ والعلن)