(هَل مستجار من فظاظة جورها ... أم هَل أَسِير صروفها بطليق)
(حَتَّى مَتى تنحي عَليّ بخطبها ... وتغصني فجعاتها بالريق)
(ذهبت بِكُل مُوَافق ومرافق ... ومناسب ومصاحب وصديق)
(وطريفة وتليدة وحبيرة ... صنت وركن للزمان وثيق)
(حَتَّى بديك كنت آلف قربه ... حُلْو الشَّمَائِل فِي الديوك رَشِيق)
(ألْقى عَلَيْهِ الدَّهْر مِنْهُ كلكلاً ... يفني الورى ويشت كل فريق)
(ورماه مِنْهُ بِحَدّ سهم صائب ... لذخائر المستظهرين علوق)
(حزني عَلَيْهِ دَائِما مَا غردت ... ورق الْحمام ضحى بِذرْوَةِ نيق)
(أربيب منزلنا ونشو حجورنا ... وغذي أَيْدِينَا نِدَاء مشوق)
(لهفي عَلَيْك أَبَا النذير لَو انه ... دفع المنايا عَنْك لهف مشوق)
(وعَلى شمائلك اللواتي مَا نمت ... حَتَّى ذوت من بعد حسن سموق)
(لما نَفَعت وصرت علق مضنة ... ونشأت نشء الْمقبل الموموق)
(وتكاملت جمل الْجمال بأسرها ... لَك من خَلِيل صَادِق وصديق)
(وغدوت ملتحفاً بمرط حبرت ... فِيهِ بديع الوشي كف أنيق)
(كالجلنارة أَو صفاء عقيقة ... أَو لمع نَار أَو وميض بروق)
(أَو قهوة تختال فِي بلورة ... بتأنق التزويق والتصفيق)
(وكأنما الجادي جاد بِصِيغَة ... لَك أَو طلعت مضمخاً بخلوق)
(ولبست كالطاووس ريشاً لامعاً ... متلألئاً ذَا رونق وبريق)
(من حمرَة مَعَ صفرَة فِي زرقة ... تحتلها تخفي على التَّحْقِيق)
(عرض يجل عَن الْقيَاس وجوهر ... لطفت مَعَانِيه على التدقيق)
(وَكَأن سالفتيه تبر سَائل ... وعَلى المفارق مِنْك تَاج عقيق)
(وَكَأن مجْرى الصَّوْت مِنْك إِذا جَفتْ ... وَنبت عَن الأسماع بح حلوق)
(ناي رَقِيق ناعم قرت بِهِ ... نعم تؤلفه من الموسيقي)
(تزقو وتصفق بالجناح كمنتش ... وصلت يَدَاهُ النقر بالتصفيق)
)
(وتميس ممتطياً لسبع دجائج ... مثل المهاري أحدقت بفسيق)