للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفكيك الْحلَبِي عَليّ بن عبد الْعَزِيز أَبُو الْحسن الْحلَبِي الْمَعْرُوف بالفكيك قَالَ أَبُو الصَّلْت حَدثنِي عبد الْجَبَّار)

بن حمديس قَالَ رَأَيْت أَبَا الْحسن الفكيك بَين يَدي الْمُعْتَمد بن عباد وَهُوَ ينشده من قصيدة من المتقارب

(وَأَنت سُلَيْمَان فِي ملكه ... كَمَا أَنا قدامك الهدهد)

وَيسْجد ثمَّ يُعِيد وَيسْجد فعل ذَلِك مرَارًا فَضَحِك الْمُعْتَمد وَأمر لَهُ بجائزة سنية وَالْأَصْل فِي هَذَا قَول ابْن حجاج فِي عضد الدولة

(كَأَن سُلَيْمَان فَوق السرير ... يخاطبني وَأَنا الهدهد)

وَقَالَ الثعالبي إِن البديع الهمذاني دخل مَعَ أَبِيه وَهُوَ صَغِير على الصاحب بن عباد فَجعل يسْجد مرَارًا فَقَالَ لَهُ الصاحب يَا بني أقعد لم تسْجد كَأَنَّك هدهد وَقَالَ الفكيك أَيْضا فِي المقتدر من مُلُوك الأندلس من المتقارب

(لعزك ذلت مُلُوك الْبشر ... وعفرت تيجانهم فِي العفر)

(وأصبحت أخطرهم بالقنا ... وأركبهم لجواد الْخطر)

(سهرت وناموا عَن المأثرات ... فَمَا لَهُم فِي الْمَعَالِي أثر)

(وجليت من حَيْثُ صلى الْمُلُوك ... فَكل بذيل المنى قد عثر)

(بدور تجرد سيف الندى ... وتغمده فِي رُؤُوس الْبَدْر)

(وَأَنْتُم مُلُوك إِذا سافروا ... أظلتهم من قناهم شجر)

وَقَالَ أَيْضا من الْبَسِيط

(غنى حسامك فِي أرجاء قرطبة ... صَوتا أباد العدى والنفع معتكر)

(حَيْثُ الدِّمَاء مدام والقنا زهر ... وَالْقَوْم صرعى بكأس الحتف قد سَكِرُوا)

وَكتب لبَعض الإسكندريين من الطَّوِيل

(أَبَا جَعْفَر أنفذت أطلب عمَّة ... أَفَاضَ عَلَيْهَا الدَّهْر رونق حسنه)

(كرقة دين البابلي ولونها ... كمطبخه المبيض فِي طول قرنه)

(فأنفذتها بالضد فِي لون عرضه ... وهمته قصراً وَفِي سلك ذهنه)

(وفصاً من الْيَاقُوت أَحْمَر ناصعاً ... كأخوته بردا وَفِي ثقل آبنه)

<<  <  ج: ص:  >  >>