(سَأَلت وَأَنت أذكى النَّاس قلباً ... وعندك كل ذِي عسر يسير)
(وَقلت المشتكى من سوء فهم ... وحاشى أَن فهمك مستطير)
(وفكرتك الصَّحِيحَة لن تجارى ... وَلم أرها تحور وَلَا تخور)
(وَلَا كسل بهَا كلا وأنى ... وَدون نشاط أَولهَا السعير)
(فهاك جاب مَا قد سلت عَنهُ ... وَأَنت بِمَا تضمنه خَبِير)
(مقدمتان شَرطهمَا اتِّحَاد ... بأوسط إِن يفت فَاتَ السرُور)
(وَهَذَا مِنْهُ فالإنتاج عقم ... وأعقبه عَن التَّصْدِيق زور)
(وَذَلِكَ أَن قَوْلك فِي صَغِير ... هُوَ الْمَحْمُول لَيْسَ هُوَ الصَّغِير)
(وَفِي الْكُبْرَى هُوَ الْمَوْضُوع فَاعْلَم ... فَمن ذياك للشّرط الثبور)
(وَإِن رمت التَّوَصُّل باجتلابٍ ... مُقَدّمَة بهَا يَقع العثور)
(على تَحْقِيق مظروف وظرف ... فمشترك عَن الْمَعْنى قصير)
(فَمن الْبَدْر فِي فلك صغيرٍ ... يُخَالف مَا تصمنه الكسير)
)
(فَلم يحصل لشرطهما وجود ... لذَلِك أنتجا مَا لَا يصير)
(وَفِي التَّحْقِيق لَا إنتاج لَكِن ... لِأَجلِك قلت قَوْلك يَا عُزَيْر)
(وَأما إِن أردْت عُمُوم كونٍ ... وَذَلِكَ فيهمَا معنى شهير)
(فينتج آمنا من كل شكٍ ... وَلَيْسَ عَلَيْهِ إِيرَاد يضير)
(فَأَنت الْبَدْر حسنا وانتقالاً ... بأفلاك مضاعفةً تسير)
(لحامله السَّرِيع وتالييه ... دَلِيل أَن خالقه قدير)
(يرى ذُو الْهَيْئَة النحرير فِيهَا ... عجائب لَيْسَ يحويها الضَّمِير)
(فسبحان الَّذِي أنشاه بر ... رَحِيم قاهر رب غَفُور)
(وَصلى الله رب على نَبِي ... هُوَ الْهَادِي بِهِ قد تمّ نور)
وأنشدني من لَفظه مَا كمل بِهِ الأبيات الْقَدِيمَة الْمَشْهُورَة من الوافر
(فَقَالَ اذْهَبْ إِذا فاقبض زكاتي ... بِرَأْي الشَّافِعِي من الْوَالِي)
(فَقلت لَهُ فديتك من فَقِيه ... أيطلب بِالْوَفَاءِ سوى الملي)
(نِصَاب الْحسن عنْدك ذُو امْتنَاع ... بلحظك والقوام السمهري)
(فَإِن أَعطيتنَا طَوْعًا وَإِلَّا ... أخذناه بقول الشَّافِعِي)