للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنْهُمَا على صَاحبه مِنْهُم مَالك بن أنس وَيحيى بن سعيد الْقطَّان وَأما اخْتِلَاف السّلف فِي تَفْضِيل)

عَليّ فقد ذكر ابْن خَيْثَمَة فِي كِتَابه من ذَلِك مَا فِيهِ كِفَايَة وَأهل السّنة الْيَوْم على تَقْدِيم أبي بكر على عمر وَتَقْدِيم عمر على عُثْمَان وَتَقْدِيم عُثْمَان على عَليّ وعَلى هَذَا عَامَّة أهل الحَدِيث من زمن أَحْمد بن حَنْبَل إِلَّا خَواص من جلة الْفُقَهَاء وأئمة الْعلمَاء فَإِنَّهُم على مَا ذكرنَا عَن مَالك وَيحيى الْقطَّان وَابْن معِين وَكَانَ بَنو أُميَّة ينالون مِنْهُ وينتقصونه فَمَا زَاده الله بذلك إِلَّا سموا وعلواً ومحبة عِنْد الْعلمَاء

وَكَانَ رَضِي الله عَنهُ رجلا آدم شَدِيد الأدمة ثقيل الْعَينَيْنِ عظيمهما ذَا بطن أصلع ربعَة إِلَى الْقصر لَا يخضب وَقَالَ أَبُو إِسْحَق السبيعِي رَأَيْت عليا أَبيض الرَّأْس واللحية وَقد رُوِيَ أَنه رُبمَا خضب وصفر لحيته وبويع رَضِي الله عَنهُ بالخلافة يَوْم قتل عُثْمَان وَاجْتمعَ على بيعَته الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار وتخلف مِنْهُم نفر لم يهجهم وَلم يكرههم وَسُئِلَ عَنْهُم فَقَالَ أُولَئِكَ قوم قعدوا عَن الْحق وَلم يقومُوا مَعَ الْبَاطِل وتخلف عَنْهَا مُعَاوِيَة وَمن مَعَه من أهل الشَّام وَكَانَ مِنْهُم فِي صفّين بعد الْجمل مَا كَانَ تغمدهم الله برحمته وغفرانه جَمِيعًا ثمَّ خرجت عَلَيْهِ الْخَوَارِج وكفروه وكل من مَعَه إِذْ رَضِي التَّحْكِيم بَينه وَبَين أهل الشَّام وَقَالُوا لَهُ حكمت الرِّجَال فِي دين الله وَالله يَقُول إِن الحكم إِلَّا لله ثمَّ اجْتَمعُوا وشقوا عَصا الْإِسْلَام ونصبوا راية الْخلاف وسفكوا الدِّمَاء وَقَطعُوا السَّبِيل فَخرج إِلَيْهِم بِمن مَعَه ورام رجعتهم فَأَبَوا إِلَّا الْقِتَال فَقَاتلهُمْ بالنهروان وقتلهم واستأصل جمعهم أَو جمهورهم وَلم ينج مِنْهُم إِلَّا الْيَسِير

وانتدب لَهُ من بقاياهم عبد الرَّحْمَن بن ملجم الْمرَادِي فَقتله وَقد مر ذَلِك فِي تَرْجَمَة عبد الرَّحْمَن الْمَذْكُور وَكَانَت قتلته لَيْلَة الْأَحَد لإحدى عشرَة لَيْلَة بقيت من شهر رَمَضَان ضربه بِسيف مسمومٍ وَهُوَ خَارج إِلَى صَلَاة الصُّبْح سنة أَرْبَعِينَ من الْهِجْرَة وَاخْتلف فِي لَيْلَة قَتله وَفِي سنة فَقيل لثلاث عشرَة لَيْلَة الْجُمُعَة وَقيل لثمان عشرَة وَقيل أول لَيْلَة من الْعشْر الْأَوَاخِر وَقيل عمره سبع وَخَمْسُونَ سنة وَقيل ثَمَان وَخَمْسُونَ وَقيل ثَلَاث وَسِتُّونَ وَقيل ابْن خمس وَسِتِّينَ وَقيل ثَلَاث وَقيل أَربع وَسِتُّونَ وَتِسْعَة أشهر وَسِتَّة أَيَّام وَقيل ثَلَاثَة أَيَّام وَقيل أَرْبَعَة عشر يَوْمًا وَاخْتلف فِي مَوضِع دَفنه فَقيل فِي مصر الْإِمَارَة بِالْكُوفَةِ وَقيل فِي رحبة الْكُوفَة وَقيل بنجف الْحيرَة وَقيل إِنَّه وضع فِي صندوق وَكثر عَلَيْهِ من الكافور وَحمل على بعير يُرِيدُونَ بِهِ الْمَدِينَة فَلَمَّا كَانُوا بِبِلَاد طيءٍ أَضَلُّوا الْبَعِير لَيْلًا فَأَخَذته طَيء ودفنوه ونحروا الْبَعِير وَقَالَ

<<  <  ج: ص:  >  >>