(قل لعَلي الَّذِي صداقته ... على حُقُوق الأخوان مؤتمنه)
(أَخُوك قد عودت طَبِيعَته ... بِشَربَة فِي الرّبيع كل سنه)
(والآن قد عفت عَلَيْهِ وَقد ... هدت قواه وخففت بدنه)
(وعادوت يَوْمهَا زيارته ... وَمَا اعتراها من قبل ذَاك سنه)
(وَصَارَ عِنْد الْقيام يحملهَا ... براحتيه كَأَنَّهَا زَمَنه)
(جِئْت بهَا للطبيب مشتكياً ... ودمعتي كالعوارض الهتنه)
(فَقَالَ عد لي إِذا احتميت وَلَك ... فِي كل يَوْم دجَاجَة دهنه)
(كَيفَ وصولي إِلَى الدَّجَاجَة وَال ... بَيْضَة عِنْدِي كَأَنَّهَا بدنه)
)
(فَإِن تَجِد لي بِمَا أؤمله ... بِشَربَة بالطيور مقترنه)
(جَزَاك رَبِّي إِذا انسهلت بِمَا ... شربت عَن كل خرية حسنه)
أَخْبرنِي الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس رَحمَه الله قَالَ كَانَت لَهُ حمارة استعارها مِنْهُ نَاظر الشرقية فَأَعْجَبتهُ فَأَخذهَا وجهز لَهُ ثمنهَا مايتي دِرْهَم فَكتب على لسانها إِلَى النَّاظر الْمَمْلُوكَة حمارة البصيري تنشد
(يَا أَيهَا السَّيِّد الَّذِي شهِدت ... أَلْفَاظه لي بِأَنَّهُ فَاضل)
(أقْصَى مرادي لَو كنت فِي بلدي ... أرعى بهَا فِي جَوَانِب السَّاحِل)
(مَا كَانَ ظَنِّي يبيعني أحد ... قطّ وَلَكِن سَيِّدي جَاهِل)
(لَو جرسوه عَليّ من سفه ... لَقلت غيظاً عَلَيْهِ يستاهل)
(وَبعد هَذَا فَمَا يحل لكم ... بيعي فَإِنِّي من سَيِّدي حَامِل)
فَردهَا النَّاظر عَلَيْهِ وَلم يَأْخُذ الدَّرَاهِم مِنْهُ أَخْبرنِي الشَّيْخ الإِمَام العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه بعد مَا أملي عَليّ نسبه كَمَا سردته أَولا قَالَ أَصله من الْمغرب من قلعة حَمَّاد من قبيل يعْرفُونَ ببني حبنون قلت بحاء مُهْملَة وباء مُوَحدَة ونونين بَينهمَا وَاو على وزن زيدون قَالَ ولد ببهشيم من أَعمال البهساوية يَوْم الثلثاء مستهل شَوَّال سنة ثَمَان وست ماية وَنَشَأ بَدَلا وأنشدني لنَفسِهِ
(إِذا خَان من أَهْوى طوى سَبَب الْهوى ... وغطت يَد التقبيح عني جماله)
(وَصَارَ كَمثل الْمَيِّت يأسى لفقده ... فُؤَادِي ويأبى قربه ووصاله)
وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا فِي من على عينه نُكْتَة بَيَاض
(أنجد تَجِد الله فِي ... عَيْنَيْهِ سرا أَي سر)
(طمس الْيَمين بكوكب ... وسيطمس الْيُسْرَى بفجر)