لَهُ بَعضهم إِنَّه اللَّيْلَة كتب إِلَى فلَان يَسْتَدْعِي مِنْهُ شرابًا فَحمل ذَلِك إِلَيْهِ مَا يَحْتَاجهُ من نقل ومشموم ومشروب فَدس أَبوهُ إِلَى ذَلِك الرجل من يَأْتِيهِ بِالْوَرَقَةِ فَأَتَاهُ بهَا وَإِذا فِيهَا بِخَطِّهِ بعد الْبَسْمَلَة قد اغتنمت اللَّيْلَة أَطَالَ الله بَقَاء سَيِّدي ومولاي رقدة من عين الدَّهْر وانتهزت فِيهَا فرْصَة من فرص الْعُمر وانتظمت مَعَ أَصْحَابِي فِي سمط الثريا فَإِن لم تحفظ علينا النظام بإهداء المدام عدنا كبنات نعش وَالسَّلَام)
فاستطير أَبوهُ فَرحا وإعجاباً بِهَذِهِ الرقعة البديعة وَقَالَ الْآن ظهر لي أثر براعته ووثقت بجريه فِي طريقي ونيابته منابي وَوَقع لي بألفي دِينَار
(لَئِن كَفَفْت وَإِلَّا ... شققت مِنْك ثِيَابِي)
فأصغى أَبُو الْفَتْح وَقَالَ فِي الْوَقْت من المجتث
(يَا مُولَعا بعذابي ... أما رحمت شَبَابِي)
(تركت قلبِي تيهاً ... نهب الأسى والتصابي)
(إِن كنت تنكر مَا بِي ... من ذلتي واكتئابي)
(فارفع قَلِيلا قَلِيلا ... عَن الْعِظَام ثِيَابِي)
وَمن شعره من الطَّوِيل
(يَقُول لي الواشون كَيفَ تحبها ... فَقلت لَهُم بَين المقصر والغالي)
(وَلَوْلَا حذَارِي مِنْهُم لصدقتهم ... وَقلت هوى لم يهوه قطّ أمثالي)
(وَكم من شفيق قَالَ مَا لَك واجماً ... فَقلت أَبى مَالِي وتسألني مَالِي)
وَمن شعره من الْكَامِل
(إِنِّي مَتى أهزز قناتي تنتثر ... أوصالها أنبوبة أنبوبا)
(أَدْعُو بعاليها العلى فتجيبني ... وأقي بِحَدّ سنانها المهروبا)
وَمن شعره من الْكَامِل
(مَا زلت فِي سكري ألمع كفها ... وذراعها بالقرص والْآثَار)
(حَتَّى تركت أديمها وكأنما ... غرس البنفسج فِيهِ بالجمار)
وَقَالَ الثعالبي كنت عِنْد أبي الْفَتْح ابْن العميد فِي يَوْم شَدِيد الْحر وَقد رمت الهاجرة