(فظللتُ أعجبُ حَيْثُ يحلف صَاحِبي ... والمسكُ من حافاتها يتنفَّسُ)
(مَا الجوُّ إلَاّ عنبرٌ والدَّوح إِ ... لَاّ جَوْهَر والأَرض إلَاّ سُندسُ)
(سفرتْ شقائقها فهمَّ الأُقحوا ... ن بلثمها فرنا إِلَيْهِ النرجسُ)
(فكأَنَّ ذَا خدٌّ وَذَا ثغر يحا ... وَله وَذَا أبدا عُيُون تحرسُ)
وَقَالَ أَيْضا
(أَما ترى البدرَ يجلوه الغدير وَقد ... حفَّت بِهِ قُضُبٌ بالنَّوْرِ فِي لُثُمِ)
)
(كخوذةٍ فَوق درعٍ حولهَا أسَلٌ ... سُمْرٌ أسنَّتها مخضوبةٌ بدمِ)
وَقَالَ أَيْضا من أَبْيَات فِي وصف الثَّلج
(السحب راياتٌ ولمعُ بروقها ... بيضُ الرُّبا والأَرضُ طِرْفٌ أشهبُ)
(والندُّ قسطله وزُهر شموعِنا ... صمُّ القنا والفحمُ نَبلٌ مُذهبُ)
وَقَالَ أَيْضا
(لله يومٌ فِي سُيُوطَ وليلةٌ ... صَرْفُ الزَّمان بأختها لَا يغلطُ)
(بتنا وعُمْرُ اللَّيْل فِي غُلوائهِ ... وَله بِنور الْبَدْر فرعٌ أَشمطُ)
(والطَّلُّ فِي سلكِ الغصون كلؤلؤٍ ... نَظْمٍ يصافحه النَّسيم فيسقطُ)
(والطيرُ تقْرَأ والغديرُ صحيفةٌ ... والرِّيحُ تكْتب والغمامُ ينقِّطُ)
وَرَأَيْت لَهُ لغزاً فِي الْوَسخ الَّذِي يركب جسم الْإِنْسَان وَهُوَ
(وثوبٍ إِلَى العاري بغيض لباسُه ... وتقرعه كفُّ الجليسِ ويُغسلُ)
(ويُغزلُ من بعد اللبَاس خيوطه ... وكلُّ الثِّيَاب قبل ذَلِك تُغْزَلُ)
فَأَعْجَبَنِي هَذَا الْمَعْنى فَأَخَذته فَقلت
(وَمَا ثوبٌ لبستُ بِلَا اختيارٍ ... وَقد أضحى بأعضائي مُحيطا)
(أُمزِّقهُ لبغضٍ واحتقارٍ ... ولكنِّي أُفتِّلهُ خيوطا)