(والمزنُ تسفح منهراتُ جراحِها ... وَترى حسام البرقِ غيرَ مفلَّلِ)
(حَربٌ حنينُ الرعدِ صَوت نسيمها ... والغيمُ أسودهُ غُبَار القسطلِ)
(وقفت بهَا الأَبصار وقفةَ حائرٍ ... ومشتْ إِلَيْهَا السحبُ مِشية مثقلِ)
(فالأَرض باسمةٌ ثغور أقاحها ... طَربا لوجهِ العارضِ المتهلِّلِ)
وَقَالَ
(ألم تحتلف أَن لَا تعود إِلَى ظلم ... فَلم جُرِّدت أسيافُ عَيْنَيْك فِي السِّلمِ)
(وَمَا بَال كفّ الدّلّ نَحْو مقاتلي ... تسدِّدُ من عطفيك بعض القنا الصّمِّ)
(وَلم أرَ موتا قبل طرفك مشتهًى ... وَلَا صحَّةً زِينت بشافٍ من السّقمِ)
(عدمتُ الْغنى من وجنةٍ ذهبيَّةٍ ... تُصان وَهَذَا خالها طابعُ الختمِ)
(وَقد بلّغت عنِّي بلاغة أدمُعي ... وباحَ نُحولي بالخفيّ من الكتمِ)
(فَمَا شافها العذَّال مثلُ مدامعي ... وَلَا خاطبَ الواشين أفصحُ من سُقمي)
(وبِكْرٍ من اللذاتِ نِلتُ بهَا المُنى ... وبِتُّ نديمَ الْإِثْم فِيهَا بِلَا إثمِ)
(أضمُّ قضيب البان فِي ورَق الصِّبا ... وألثمُ بدر التمِّ فِي سحُب اللثمِ)
وَقَالَ
(أجنّها الْفِكر وأبداها العَبَقْ ... مَا كتمَ اللَّيْل وَلَا نمَّ الفلقْ)
)
(لَا ذنبَ للصبح وشمسٌ مَا أرى ... والعذر للَّيلِ ومسكٌ مَا انتشَقْ)
(بِالْقَلْبِ مَا بقلبها من غُصَّة ... وجدا وَمَا لوشْحها من القلقْ)
(إِذا تثنّى قدُّها فِي فَرعها ... بَان بِهِ معنى الْقَضِيب فِي الورقْ)
(ومُقلةٍ مَا لي بهَا من مقلةٍ ... يدٌ على طول الْبكاء والأرقْ)
(لَوْلَا خيالات الدجى مَا فضَّلت ... بنفسجَ اللَّيْل على ورد الشفقْ)
(يَا راقدينَ ورقادي بعدَهم ... أَخُو الهدوِّ مدَّعًى أَو مُسترَقْ)
(قطعتمُ نومي وجفني سارقٌ ... وإنَّما يُقطع شرعا من سرقْ)
(أخلقتُ ثوبَ السقمِ فِي حبّكمُ ... وعادةٌ أَن يُنزعَ الثوبُ الخَلَقْ)
(من لي بكافور الصَّباح قولةً ... من ساهرٍ أمَّله مسك الغَسَقْ)
(وَلَو وفيتُ لخؤون غادرٍ ... تبعتُ قلبِي مَعكُمْ حَيْثُ انْطلق)