للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(حكم الْمنية فِي الْبَريَّة جَار ... مَا هَذِه الدُّنْيَا بدار قَرَار)

(بَينا يرى الْإِنْسَان فِيهَا مُخبراً ... حتَّى يُرى خَبرا من الأَخبارِ)

(طُبِعَتْ على كَدَرٍ وَأَنت تريدها ... صفواً من الأقذاءِ والأكدارِ)

(ومكلِّفُ الأيَّامِ ضدَّ طباعها ... متطلِّبٌ فِي الماءِ جَذوةَ نارِ)

(وَإِذا رجوتَ المستحيلَ فإنَّما ... تبني الرجاءَ على شفيرٍ هارِ)

(العيشُ نومٌ والمنيَّةُ يقظةٌ ... والمرءُ بَينهمَا خيالٌ سارِ)

(فاقْضوا مآربكم عِجالاً إنَّما ... أعمارُكم سَفَرٌ من الأسفارِ)

(وتراكضوا خيلَ الشبابِ وَبَادرُوا ... أَن تُسْتَرَدَّ فإنَّهنَّ عَوارِ)

(فالدهر يخدع بالمنى ويُغِصَّ إنْ ... هَنَّا ويهدم مَا بنى ببَوارِ)

(لَيْسَ الزمانُ وَإِن حرصتَ مسالماً ... خُلُقُ الزمانِ عداوَةُ الأحرارِ)

(إنِّي وُتِرْتُ بصارمٍ ذِي رَوْنَقٍ ... أعددتُه لطلابةِ الأوتارِ)

(أُثني عَلَيْهِ بأثرِهِ وَلَو أنَّهُ ... لَو يُغْتَبَط أثنيتُ بالآثارِ)

(يَا كوكباً مَا كانَ أقصرَ عمرَهُ ... وَكَذَا تكون كواكبُ الأسحارِ)

(وهلالَ أيَّامٍ مضى لم يستدرْ ... بَدْرًا وَلم يُمْهَلْ لوقتِ سِرارِ)

)

(عَجِلَ الخُسوفُ عَلَيْهِ قبل أوانِهِ ... فغطَّاهُ قبل مَظِنَّةِ الإبدارِ)

(واستُلَّ من لأقرانِهِ ولداتِهِ ... كالمُقلَةِ استُلَّتْ من الأشفارِ)

(فكأنَّ قلبِي قبرُهُ وكأنَّهُ ... فِي طيِّهِ سِرٌ من الأسرارِ)

(إنْ تَحْتَقِرْ صغراً فربَّ مُفخَّمٍ ... يَبْدُو ضئيلَ الشَّخْص للنُّظَّارِ)

(إنَّ الكواكبَ فِي علوِّ محلِّها ... لَتُرى صِغاراً وَهِي غيرُ صغارِ)

(وَلَدُ المعزَّى بعضُهُ فَإِذا مضى ... بعضُ الْفَتى فالكلُّ فِي الآثارِ)

(أبكيهِ ثمَّ أقولُ معتذراً لهُ ... وُفِّقْتَ حينَ تركتَ ألأم دارِ)

(جاورتُ أعدائي وجاورَ ربَّهُ ... شتَّانَ بَين جوارهِ وجواري)

(أَشْكُو بعادك لي وَأَنت بموضعٍ ... لَوْلَا الرَّدى لسمعتَ فِيهِ سِراري)

(مَا الشرقُ نَحْو الغرب أبعدَ شُقَّةً ... من بُعد تِلْكَ الخمسةِ الأشبارِ)

(هيهاتَ قد علِقتكَ أسبابُ الرَّدى ... وأبادَ عمرَك قاصمُ الأعمارِ)

<<  <  ج: ص:  >  >>