وَقَالَ التهامي فِي الثريَّا والمجرَّة
(وللمجرَّة فَوق الأَرْض مُعْتَرَضٌ ... كأنَّها حَبَبٌ تطفو على نَهَرِ)
(وللثريَّا ركودٌ فَوق أَرحُلِنا ... كأنَّها قطعةٌ من فَرْوَة النَّمِرِ)
وَقَالَ
(يَحْكِي جنى الأَقحوانِ الغضِّ مَبْسِمُها ... فِي اللونِ والريحِ والتفليجِ والأشَرِ)
(لَو لم يكن أُقحواناً ثغرُ مبسمِها ... مَا كَانَ يزدادُ طِيباً ساعَةَ السَّحَرِ)
وَقَالَ
(كأنَّ على الجوِّ فضفاضةً ... مساميرها فضةٌ أَو ذهبْ)
(كأنَّ كواكبهُ أعينٌ ... تُراعي سنا الفجرِ أَو ترتقبْ)
)
(فلمَّا بدا صفَّقتْ هَيْبَة ... تُسَتِّر أحداقها بالشُّهُبِ)
(وشقَّتْ غلائلَ ضوء الصباحِ ... فَلَا هُوَ بادٍ وَلَا محتجبِ)
وَقَالَ
(كأنَّ سنانَ الرمْح سلكٌ لناظمٍ ... غَداة الوغى والدَّارِعون جواهرُ)
(تَرُدُّ أنابيبُ الرماح سواعداً ... وَمن زَرَدِ الماذيِّ فِيهَا أساورُ)
وَقَالَ
(هُوَ الطاعنُ النجلاءَ لَا يبلغ امرؤٌ ... مداها وَلَو أنَّ الرماحَ مسابرُ)
(يلبّيه من آل المفرّج إِن دَعَا ... أسودٌ لَهَا بيضُ السيوفِ أظافرُ)
(تراهُ لقرعِ البِيضِ بالبِيضِ مُصغياً ... كأنَّ صليلَ الباتراتِ مزاهرُ)
(وحفَّتْ بِهِ الآمالُ من كلِّ جانبٍ ... كَمَا حفَّ أرجاءَ العيونِ المحاجرُ)
وَله القصيدة الرائيَّة الْمَشْهُورَة الَّتِي رثى بهَا ابْنه وَقد سَارَتْ مسير الشَّمْس وَهِي