(كأَنَّ من الْبَدْر الْمُنِير مشابهاً ... وَمن أنجمُ الجوزاء فِي أذنها قُرطا)
(كأَنَّ من الصُّدغ الَّذِي فَوق خدِّها ... على ورده نوناً وَمن خَاله نَقطا)
(ظفرتُ بهَا بِالنَّفسِ من جِسم أُمِّها ... كَمَا ظفرتْ بِالْقَلْبِ فِي صَدره لَقطا)
(ورضعتُها بالدرِّ من ثدي بنتهَا ... فَعَاشَتْ وَكَانَت قبلُ مَاتَت بِهِ عَبطا)
(وصيَّرتُها بِنْتا وصيَّرتُ بنتَها ... لَهَا مُرضعاً فاعْجَبْ لراضعةٍ شَمطا)
(فحالت هُنَاكَ البنتُ والأُم دفْعَة ... فَتى لم يزاحمه العِذارُ وَلَا اخْتطَّا)
(لهُ منظرٌ كَالشَّمْسِ يُعطي ضياءه ... وَلَيْسَ كَمثل الْبَدْر يأخذُ مَا أعْطى)
(فَهَذَا الَّذِي أعيا الأَنامَ فأضمروا ... لمن وضع الأَرمازَ فِي علمه سخطا)
(وَهَذَا هُوَ الْكَنْز الَّذِي وضعُوا لَهُ ... بَرابِيَّ إخميمٍ وخصُّوا بهَا قِفطا)
(وتحصيله سهلٌ بِغَيْر مشقَّةٍ ... لمن عرف التطهيرَ والعقدَ والخلطا)
(وأقدرُ إنسانٍ عَلَيْهِ مُجَرَّبٌ ... أَقَامَ بنورِ الْقلب فِي وَزنه القِسطا)
(أَبَا جعفرٍ خُذْها إِلَيْك يتيمةً ... تَوَرَّع لوقا أَن يورِّثها قُسطا)
(ولكنَّني لمَّا رأيتُك أهلَها ... سمحتُ بهَا لفظا وأثبتُّها خطَّا)
وَمن شعره أَيْضا فِي الصِّنَاعَة
(لقد قلبتْ عَيْنَايَ عَن عينه قلبِي ... بليِّنة الأَعطافِ قاسية القلبِ)
(يهيمُ الْفَتى الشرقيُّ مِنْهَا بغادةٍ ... تشوق إِلَى شرقٍ وترغب عَن غربِ)
(هِيَ الشَّمْس إلَاّ أنَّها قَمَريَّةٌ ... هِيَ البدرُ إلَاّ أنَّه كامنُ الشُّهُبِ)
(إِذا الفلكُ الناريُّ أطلع شهبها ... على الذِّروة الْعليا من الغُصُنِ الرطبِ)
(تراءتْ عروساً بَرْزَةَ الْوَجْه تبتغي ... زِفافاً وَكَانَت خلفَ ألفٍ من الحُجبِ)
(فزوَّجها بِكراً أخاها لأمّها ... أَبوهَا رَجَاء فِي المودَّة والقربِ)
(فَعَاد بهَا حيًّا وَكَانَ فرقُها ... لَهُ سَببا أَن مَاتَ من شدَّة الحبِّ)
(فجُنَّ هوى لمَّا استجنَّتْ بِنَفسِهِ ... وطارا فَقَالَت بعد جَهْدٍ لَهُ حسبي)
(ولمَّا ثَنَتْهُ عَن طَبِيعَته الَّتِي ... بدتْ عنهُ إلَاّ أَن يُباعِلَها قلبِي)