(كم طرتُ شوقاً إِلَيْهَا فِي الرِّيَاح ضَنًى ... فَظُنَّ بلقيسَ وافاها سليمانُ)
وَقَالَ
(نَعم دارُ نُعْمٍ أشرفتْ من فجاجها ... فملْ نَحْوهَا بالناجياتِ وناجِها)
(وإنْ حثَّ ساقي الشوقِ كأسَ تلهُّفٍ ... فَمَا الدمعُ مخلوقاً لغير مزاجها)
(خليليَّ قد لجَّجْتُ فِي الحبِّ رَغْبَة ... فَهَل للُواحي رغبةٌ عَن لجاجها)
)
(وَكم للمطايا يومَ رملةِ عالجٍ ... من البينِ مرضى حُيِّدَت عَن علاجها)
(وَكم من شَجٍ سلَّت عَلَيْهِ يدُ النَّوَى ... ظُباها فأمسى مثخناً من شجاجها)
(فَمَا ضرَّ هاتيك الركائبَ لَو رثَتْ ... فعاجتْ على المُضْنى بدمية عاجها)
(وَبِي قُضْبُ وشيٍ هيَّمَت باهتزازها ... على كُثْب أُزْرٍ تَيَّمَتْ بارتجاجها)
(تحيِّيكَ مِنْهَا للثغور لآلئٌ ... حياةُ المُعنَّى رشفةٌ من مُجاجها)
وَقَالَ
(أقولُ والفجرُ قد لاحتْ بشائره ... والجوُّ قد كَاد ينضو حُلَّةَ السَّدَفِ)
(والليلُ خلفَ عَصا الجوزاء من خَوَرٍ ... قد آل فِي عمره للشيبِ والخَرَفِ)
(راهنتَ يَا نجمُ طرفِي فِي السهاد وَقد ... بدا بأجفانك التغريرُ فاعترفِ)
وَقَالَ
(مَا بَين وَجهك والهلال سوى ... أنَّ الأهلَّة لَا تُميتُ هَوى)
(لله منظرُ من كلفتُ بِهِ ... مَاذَا من الحسنِ البديع حوى)
(والنجم مِنْهُ إِذا هوى وذوى ... مَا ضلَّ مثلي عاشق وغوى)
(ظبيٌ رأى بلهيب وجنته ... للقلب طبًّا آخرا ولوى)
(مَا الغصنُ هزَّته الْجنُوب إِذا ... مَا السكرُ هزَّ قوامَهُ ولوى)
(لَام العذولُ وَقد رَآهُ وَكم ... عاوٍ على الْبَدْر الْمُنِير عوى)
(يَا من غَدا بِنَواهُ يوعدني ... ليكنْ عقابُك لي بِغَيْر نوى)
(انْظُر إِلَى جسمي يذوب ضنًى ... وَانْظُر تجدْ قلبِي يُفَتُّ جوى)