(سرى ليَ من أقْصَى الشآم وبيننا ... فيافٍ على الساري تطول وتعرضُ)
(هدتْه من الأشواق نارٌ دخانُها ... همومٌ عَلَيْهِ صبغةَ اللَّيْل تنفضُ)
(وأرواه للعشاق دمعٌ تقطَّرت ... مرائرنا من مَائه فَهِيَ عَرْمَضُ)
قلتُ هَذَا معنى بديعٌ جيدٌ إِلَى الْغَايَة
(لَهُ الله من طيفٍ مَتى ذقتُ هجعةً ... أتتْني بِهِ خيلُ الأمانيِّ تركضُ)
)
(يواصلني عمّن هُوَ الدهرَ هاجرٌ ... ويُقْبِلُ لي عمّن هُوَ الدهرَ مُعْرِضُ)
(وَمَا شاقني إلَاّ تألُّقُ بارقٍ ... أرِقْتُ لَهُ والجوُّ بالصبح يجرضُ)
(وللغيم مسكٌ فِي ذرانا مطبّق ... وللظلّ كافورٌ لدينا مُرَضْرَضُ)
(وَقد أشربُ الصهباءَ من كفِّ شادنٍ ... حلاه على شُربِ المدام يُحَرِّضُ)
(يروقُكَ خَدٌّ من للَّثمِ أحمرٌ ... ويُصبيك ثَغْرٌ مِنْهُ للرشف أبيضُ)
(فللحسن من هَذَا شَقِيق مذهَّب ... وللطيب من ذَا أُقحوانٌ مفضَّضُ)
(ونَدْمانِ صدقٍ قد بلوت وكلُّهم ... لودِّك يُصْفي أَو لنصحك يمحضُ)
(تَرَانَا على بُسْط الأزاهر سحرةً ... نَعودُ نسيمَ الرَّوْض ساعةَ يمرضُ)
وَقَالَ
(يَا بانُ إِن كَانَ سكّانُ الْحمى بانوا ... ففيضُ شاني لَهُ فِي إثرهم شانُ)
(وَيَا حمائمُ إِن لحَّنْتِ مسْعدَة ... فلي على دوحة الأشواق ألحانُ)
(أبْكِي الأحبَّةَ أَو أبْكِي مَنَازِلهمْ ... فَإِن مضى ذكر نُعْمٍ قلتُ نَعمانُ)
(قد كَانَ فِي تِلْكَ أوطارٌ نعمتُ بهَا ... ولَّتْ كَمَا كَانَ من هاتيك أوطانُ)
(من لي بأقمار أُنسٍ فِي دجى طُرَرٍ ... أفلاكها العيسُ والأبراج أظعانُ)
(تِلْكَ القدودُ مَعَ الأرداف إِن خطرتْ ... مَا القضبُ قضبٌ وَلَا الكثبان كثبانُ)
(سُقوا من الحُسن مَاء وَاحِدًا فَبَدَا ... مِنْهُم لنا غيرُ صِنْوانٍ وصنوانُ)
(يَا يومَ توديعهم مَاذَا بِهِ ظفرتْ ... عَيْني من الْحسن لَو ولاه إحسانُ)
(جِئْنَا فولّى بهَا الإعراضُ من حذرٍ ... وَكَيف لم تتلفَّتْ وَهِي غِزلانُ)
(من كلِّ فاتنةِ الخدَّين ناهدةٍ ... لَو كَانَ للَّثمِ أَو للضمِّ إمكانُ)
(يدلُّ فِي وجنتيها الجُلَّنارُ على ... أنّ الَّذِي حَاز مِنْهَا الصَّدْر رُمّانُ)