قَالَ وأنشدني مُلغزاً فِي السَّبْسَب
(مَا اسمٌ إِذا عكستهُ ... فَذَلِك اسمٌ للفلا)
(وَإِن تركتَ عكسهُ ... فَهُوَ المسمَّى أوَّلا)
قَالَ وأنشدني لَهُ
(أُعيذُك ذَا المجدِ المؤثَّلِ أَن يُرى ... جنابكَ منِّي ضيِّقاً وَهُوَ واسعُ)
(وأعجبُ مَا حُدِّثْتُهُ حِفظكَ العُلى ... ومثليَ فِي أَيَّام مثلكَ ضائعُ)
(لَئِن مطرتني من سجاياكَ مُزنةٌ ... حكتْ لي أرضي كَيفَ تزكو الصنائعُ)
قلتُ وَمن نظم الفارقي أَيْضا
(إنَّ فِي لحظِكَ معنى ... حدَّثَ النرجسُ عنهُ)
(ليتَ من جفنيك لي سه ... مَا فَفِي قلبيَ منهُ)
وَله اللغز الْمَشْهُور وَهُوَ
(مَا اسمٌ ثلاثيُّ الْحُرُوف فثلثُه ... مِثْلٌ لَهُ والثلثُ ضِعْفُ جميعهِ)
(والثُّلثُ الآخر جوهرٌ حَلَّتْ بِهِ ... الْأَعْرَاض جمعا فاعجبوا لبديعهِ)
(وَهُوَ المثلَّث جذرُه مِثلٌ لَهُ ... وَإِذا يُربَّعُ بَان فِي تربيعهِ)
(جزءٌ من الفَلَكِ العليِّ وإِنَّما ... بَاقِيه خوفٌ فِي أمانِ مَرُوعهِ)
(حيٌّ جمادٌ ساكنٌ متحرِّكٌ ... إِن كنتَ ذَا نظرٍ إِلَى تنويعهِ)
(وتراه مَعَ خُمسيه علَّةُ كَونه ... معلولةٌ سرًّا لغير مُذيعهِ)
(وَبِغير خمسيه جميعُ النَّحْو مو ... جودٌ ومحمولٌ على موضوعهِ)
(وبحاله فعلٌ مضى مُسْتَقْبلا ... حُمدتْ صناعتهُ لحمد صنيعهِ)
(قيدٌ لمطلقه خُصوصُ عمومهِ ... زيدٌ لمفردهِ على مجموعهِ)
(شيءٌ مقيمٌ فِي الرحيل وممكنٌ ... كالمستحيل بطيئهُ كسريعهِ)
)
(وأهمُّ مَا فِي الدِّين وَالشَّرْع اسمهُ ... ومضافهُ بأصوله وفروعهِ)
(ودقيقُ مَعْنَاهُ الجليلِ مناسبٌ ... علمَ الْخَلِيل وَلَيْسَ من تقطيعهِ)
(وَإِذا عَروضيٌّ تطلَّبَ حَلَّه ... ألفاه فِي المفروق أَو مجموعهِ)
(وَإِذا يرصِّعُه بدُرِّ فريدهِ ... عِقداً يزينُ الدُّرَّ فِي ترصيعه)