وكذاك الأقدار تفترس الْمَرْء وتغتاله بِقطع الوتين
(بَيْنَمَا كَانَ فِي نشاطٍ وأنسٍ ... إِذا سقَاهُ ساقٍ بكاس الْمنون)
وَمن شعره وَكَانَ غواصاً على الْمعَانِي
(علقتها بَيْضَاء ظامئة الحشا ... تسبي الْقُلُوب بحسنها وبطيبها)
(مثل الشقائق فِي احمرار خدودها ... للناظرين وَفِي اسوداد قلوبها)
(وَقد يَسْتَقِيم الْمَرْء فِيمَا ينوبه ... كَمَا يَسْتَقِيم الْعود فِي عَرك أُذُنه)
(ويرجح من فضل الْكَلَام إِذا مَشى ... كَمَا يرجح الْمِيزَان من فضل وَزنه)
وَمِنْه
(إِنِّي بليت بشادنٍ ... يبلواه عِنْدِي تسْتَحب)
(فَإِذا بلوت طباعه ... فالماء يشرب وَهُوَ عذب)
(وَإِذا نضوت ثِيَابه ... فاللوز يقشر وَهُوَ رطب)
(وقصار وصفي أَنه ... فِيمَا أحب كَمَا أحب)
ومه
(أَصبَحت مثل عطاردٍ فِي طبعه ... إِذْ صرت مثل الشَّمْس فِي الْإِشْرَاق)
(فلذاك مَا أَلْقَاك يَوْمًا وَاحِدًا ... إِلَّا قضيت عَليّ بالإحراق)
وَمِنْه)
(قد ضَاقَ صَدْرِي من صُدُور زَمَاننَا ... فهم جماع الشَّرّ بِالْإِجْمَاع)
(يتضارطون فَإِن شَكَوْت ضراطهم ... شفعوا سَماع الضرط بالإسماع)
(هَذَا يفرقع بالضراط وذاكم ... يَرْمِي بِمثل حِجَارَة المقلاع)
(وَمن البلية أَن تعاشر معشراً ... يتضارطون الدَّهْر بالإيقاع)
وَمِنْه