(تواضع لما زَاده الله رفْعَة ... وكل جليلٍ عِنْده متواضع)
وَقَالَ الْفضل يَوْمًا لثمامة بن الأشرس مَا أَدْرِي مَا أصنع فِي طلاب الْحَاجَات فقد كَثُرُوا عَليّ وأضجروني فَقَالَ لَهُ زل من موضعك وَعلي أَن لَا يلقاك أحد مِنْهُم قَالَ صدقت ثمَّ إِنَّه انتصب لقَضَاء أشغال النَّاس
قَالَ الْحسن بن سهل لما قتل المخلوع جمعت حَمْزَة العطارة وَكَانَت تتولى خزن الْجَوْهَر مَا بَقِي من الْجَوْهَر بعد مَا فرقه المخلوع ووهبه وشخصت بِهِ إِلَى خُرَاسَان ووردت على الْمَأْمُون وَمَعَهَا جمع كثير من الخدم الْبيض والسود وَالنِّسَاء الَّذين كَانُوا حفظَة خَزَائِن الْجَوْهَر فَبعث الْمَأْمُون إِلَى ذِي الرياستين الْفضل بن سهل وعَلى من فِي خدمته ليعرض الْجَوْهَر عَلَيْهِم فأحضرت حَمْزَة العطارة أسفاط الْجَوْهَر وخرائط كَثِيرَة وعَلى كل خريطة ورقة رقْعَة بِعَدَد مَا فِيهِ من الْجَوْهَر وأصنافه وأوزانه وَقِيمَته فَقَالَ الْمَأْمُون يَا أَبَا مُحَمَّد أرج قيمَة هَذَا الْجَوْهَر فأرجتها فبلغت ألف ألف ألف ثَلَاث مَرَّات وَمِائَة ألف ألف مرَّتَيْنِ وَسِتَّة عشر ألف ألف دِرْهَم مرَّتَيْنِ فتحمد الْمَأْمُون الله عز وَجل وشكره وشكر الْفضل شكرا كثراً