للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَوصف تَدْبيره وَكَثْرَة مناقبه وَحسن آثاره فِي خدمته وَفِي دولته ثمَّ قَالَ لَهُ وَقد جعلت هَذَا الْجَوْهَر لَك فأكب ذُو الرياستين على يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ يقبلهما وَيَقُول يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَذَا جَوْهَر الْخلَافَة وَذُخْرهَا فَكيف آخذه وَمَا أصنع بِهِ واستعفاه فَقَالَ فَخذ نصفه فَنَاشَدَهُ الله فَقَالَ فَخذ النيف على آلَاف آلَاف الْألف فَأبى فَضرب الْمَأْمُون يَده إِلَى عقد قِيمَته ألف ألف دِينَار وَقَالَ فَخذ هَذَا العقد وَحده فَامْتنعَ فَغَضب الْمَأْمُون وَكنت إِلَى جَانب أخي وَقلت لَهُ قد راجعت الْأَمِير الْمُؤمنِينَ حَتَّى أغضبته فَخذه ثمَّ اررده وقتا آخر فَأَخذه فانصرفنا فَدَعَا بِعَبْد الله بن بشير قهرمانه فَدفعهُ إِلَيْهِ

قَالَ الْحسن فَحَدثني عبد الله قَالَ بَينا أَنا لَيْلَة من اللَّيَالِي فِي فلراشي إِذْ أَتَانِي رَسُول ذِي الرياستين فِي الْحُضُور فَحَضَرت فَوَجَدته قَاعِدا فِي فرَاشه وَعَلِيهِ صدار وَإِزَار فَقَالَ أحضرني العقد السَّاعَة فأحضرته وَكَانَ فِي سفطين أَحدهمَا دَاخل الآخر فَنظر إِلَيْهِ ورده)

وَقَالَ أكاتب فِي الْجلد بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم أحضرني أَمِير الْمُؤمنِينَ يَوْم كَذَا من شهر كَذَا سنة كَذَا ودعا بِحَمْزَة العطارة فعرضت عَلَيْهِ مَا قدمت بِهِ من الْجَوَاهِر الَّتِي سلمت بعد الْفِتْنَة وأرجنا قِيمَته بَين يَدَيْهِ على مَا ثَبت فِي الرّقاع الْمَوْجُودَة عَلَيْهِ وَذكر الْقيمَة فوهبه لي أَمِير الْمُؤمنِينَ فاستعفيت وراجعني وَأَمرَنِي بِأخذ نصفه فامتنعت فَأمرنِي بِأخذ مَا ينيف على آلَاف آلَاف الْألف فامتنعت فَأخذ هَذَا العقد وَقِيمَته ألف ألف دِينَار فَدفعهُ إِلَيّ فامتنعت فازداد غَضَبه فَأَخَذته مِنْهُ مُعْتَقدًا أَنه وَدِيعَة عِنْدِي فَإِن حدث بِي فِي هَذِه اللَّيْلَة أَو فِيمَا بعْدهَا حدث فَهَذَا العقد للْإِمَام الْمَأْمُون أَمِير الْمُؤمنِينَ لَيْسَ لي وَلَا لورثتي فِيهِ قَلِيل وَلَا كثير

ثمَّ علق الْجلد على السفط وختمه وَأَمرَنِي بإحرازه

وَلما قتل الْفضل أحضر الْمَأْمُون كل من اتهمَ بقتْله وَضرب أَعْنَاقهم وَبعث برؤوسهم إِلَى أَخِيه الْحسن بن سهل وَمِنْهُم سراج الْخَادِم وَقد مر ذكره مَكَانَهُ وَعبد الْعَزِيز بن عمرَان وَقد مر ذكره مَكَانَهُ ومؤنس الْخَادِم وسوف يَأْتِي ذكره مَكَانَهُ

قَالَ الْفضل بن مَرْوَان قَالَ لي الْمَأْمُون اجتهدت بِالْفَضْلِ بن سهل كل الْجهد أَن أزَوجهُ بعض بَنَاتِي فَأبى وَقَالَ لَو قتلتني مَا فعلت

وَفِي تلقيبه بِذِي الرياستين يَقُول إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس من يلقب بِغَيْر معنى فقد لقبت يَا ذَا الرياستين بِحَق وَإِذا مَا الخطوب جلت وكاع الْقَوْم عَنْهَا فِي رتق أمرٍ وفتق

(بذهم ذُو الرياستين برأيٍ ... واعتزامٍ مِنْهُ بحزمٍ ورفق)

(نصحه للْإِمَام نصح طباعٍ ... لَا اختلافٍ وَلَا مشوب بمذق)

<<  <  ج: ص:  >  >>