للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَينه وَبَين الصاحب بن عباد مكاتبات وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعمِائَة

وَكَانَ فِيهِ عسف وَشدَّة فسئمه عسكره وتغيروا عَلَيْهِ وحسنوا لِابْنِهِ منوجهر حَتَّى قبض عَلَيْهِ وَقَالُوا لَهُ إِن لم تقبض أَنْت عَلَيْهِ وَإِلَّا قَتَلْنَاهُ وَإِذا قَتَلْنَاهُ فَلَا نأمنك على نفوسنا فنحتاج إِلَى أَن نلحقك بِهِ فَوَثَبَ عَلَيْهِ وَقَبضه وسجنه فِي القلعة وَمنعه من مَا يتدثر بِهِ فِي شدَّة الْبرد فَجعل يَصِيح أعطوني وَلَو جلّ دَابَّة حَتَّى هلك

وَكَانَ حكم على نَفسه فِي النُّجُوم أَن منيته على يَد وَلَده فأبعد ابْنه دَارا لما كَانَ يرَاهُ من عقوقه وَقرب ابْنه منوجهر لما رأى من طَاعَته وَكَانَت منيته على يَد منوجهر

ثمَّ إِن منوجهر قتل قتلته وَكَانُوا سِتَّة تواطؤوا عَلَيْهِ فَقتل خَمْسَة وهرب السَّادِس إِلَى خُرَاسَان فَقَبضهُ مَحْمُود بن سبكتكين وَحمله إِلَيْهِ وَقَالَ إِنَّمَا فعلت هَذَا لِئَلَّا يتجرأ أحد على قتل الْمُلُوك فَقتل الآخر

ثمَّ مَاتَ منوجهر سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة فَقَامَ ابْنه أنوشروان بن منوجهر مقَامه وَتُوفِّي أنوشروان سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة ثمَّ ولي ابْنه حسان بن أنوشروان

وَمن شعر قَابُوس

(خطرت ذكرك تستثير صبابتي ... فَأحْسن مِنْهَا فِي الْفُؤَاد دبيبا)

(لَا عُضْو لي إِلَّا وَفِيه صبابةٌ ... فَكَأَن أغصاني خُلِقْنَ قلوبا)

وَمِنْه

(بِاللَّه لَا تنهضي يَا دولة السّفل ... وقصري فضل مَا أرخيت من طول)

(أسرفت فاقتصدي جَاوَزت فانصري ... عَن التهور ثمَّ امشي على مهل)

(مخدمون وَلم تخْدم أوائلهم ... مخولون وَكَانُوا أرذل الخول)

وَكَانَ قد تمت عَلَيْهِ نكبة أخرجته من مقرّ عزه وموطن ملكه فشتتته عَن الأوطان وألحقته بخراسان فَأَقَامَ بهَا بُرْهَة من الزَّمَان إِلَى أَن أَسْفر صبحه وفاز بعد الخيبة قدحه وتحرج الزَّمَان من جوره عَلَيْهِ فَرد ملكه إِلَيْهِ فَقَالَ فِي تِلْكَ الْحَال)

(قل للَّذي بصروف الدَّهْر عيرنَا ... هَل عاند الدَّهْر إِلَّا من لَهُ خطر)

(أما ترى الْبَحْر تطفو فَوْقه جيفٌ ... ويستقر بأقصى قَعْره الدُّرَر)

(فَإِن تكن عبثت أَيدي الزَّمَان بِنَا ... فطالما كَانَ من أشياعنا الظفر)

<<  <  ج: ص:  >  >>