(فَفِي السَّمَاء نجومٌ غير ذِي عددٍ ... وَلَيْسَ يكسف إِلَّا الشَّمْس وَالْقَمَر)
وَكتب إِلَى عضد الدولة وَقد أهْدى لَهُ سَبْعَة أَقْلَام قد بعثنَا إِلَيْك سَبْعَة أَقْلَام لَهَا فِي الْبَهَاء حَظّ عَظِيم مرهفاتٍ كَأَن ألسن الْحَيَّات قد جَازَ حَدهَا التَّقْوِيم وتفاءلت أَن ستحوي الأقاليم بهَا كل واحدٍ إقليم وَقَالَ هُوَ فِي خموله
(لَئِن زَالَ أملاكي وفاتت ذخائري ... وَأصْبح جمعي فِي ضَمَان التَّفَرُّق)
(فقد بقيت لي همةٌ مَا وَرَاءَهَا ... منالٌ لراجٍ أَو بُلُوغ لمرتقى)
(ولي نفسٌ حر تأنف الضيم مركبا ... وَتكره ورد المنهل المتدفق)
(فَإِن تلفت نَفسِي فَللَّه درها ... وَإِن بلغت مَا أرتجيه فأخلق)
(وَمن لم يردني والمسالك جمةٌ ... فَأَي طريقٍ شَاءَ فليتطرق)
وَلما طَالَتْ مُدَّة قَابُوس وَلم ير عِنْد السامانية ناصراً قصد أَطْرَاف بِلَاده فتجمعت إِلَيْهِ الجيوش وَعَاد إِلَى بِلَاده وَقَاتل المستولي عَلَيْهَا حَتَّى عَاد إِلَى سَرِير ملكه بعد ثَمَان عشرَة سنة
وَقَالَ الصاحب بن عباد يهجوه
(قد قبس القابسات قَابُوس ... ونجمه فِي السَّمَاء منحوس)
(وَكَيف يُرْجَى الْفَلاح من رجلٍ ... يكون فِي آخر اسْمه بوس)
فَأَجَابَهُ قَابُوس عَن ذَلِك
(من رام أَن يهجو أَبَا قاسمٍ ... فقد هجا كل بني آدم)
(لِأَنَّهُ صور من مضغةٍ ... تجمعت من نطف الْعَالم)
وَكَانَ مَوته فِي قلعة جناشك وَحمل تابوته إِلَى جرجان وَدفن فِي مشْهد كَانَ قد بناه لنَفسِهِ وَأنْفق عَلَيْهِ الْأَمْوَال الْعَظِيمَة وَبَالغ فِي تحسينه وتحصينه
وَكَانَ خطّ قَابُوس غَايَة فِي الْحسن وَكَانَ إِذا رَآهُ قَالَ هَذَا خطّ قَابُوس أَو جنَاح طَاوُوس)