وواليها
حدث عَن هشيم وَغَيره وَكَانَ فَارِسًا شجاعاً ممدحاً وشاعراً محسناً ولي حَرْب الخرمية فدوخهم وأبادهم وَولي إمرة دمشق للمعتصم
وَكَانَ شِيعِيًّا غالياً فِي التَّشَيُّع وَكَانَ حَاضر الْجَواب قَالَ لَهُ الْمَأْمُون يَوْمًا مَا أخرك قَالَ كنت ضَعِيفا فَقَالَ شفاك الله وعافاك اركب فَوَثَبَ عَليّ فرسه فَقَالَ مَا هَذِه وثبة عليل فَقَالَ عوفيت بِدُعَاء أَمِير الْمُؤمنِينَ
وَله صَنْعَة فِي الْغناء مَذْكُورَة فِي كتب الأغاني وَله كتاب البزاة وَالصَّيْد وَكتاب السِّلَاح وَكتاب النزه وَكتاب سياسة الْمُلُوك وَغير ذَلِك
وَمن شعرائه أَبُو تَمام الطَّائِي وَفِيه يَقُول
(يَا طَالبا للكيمياء وَعلمه ... مدح ابْن عِيسَى الكيمياء الْأَعْظَم)
)
(لَو لم يكن فِي الأَرْض إِلَّا درهمٍ ... ومدحته لأتاك ذَاك الدِّرْهَم)
فَأعْطَاهُ على هذَيْن الْبَيْتَيْنِ عشرَة آلَاف دِرْهَم فأغفله قَلِيلا ثمَّ دخل عَلَيْهِ وَقد اشْترى بِتِلْكَ الدَّرَاهِم قَرْيَة فِي نهر الأبلة فأنشده
(بك ابتعت فِي نهر الأبلة قَرْيَة ... عَلَيْهَا قصير بالرخام مشيد)
(إِلَى جنبها أُخْت لَهَا يعرضونها ... وعندك مالٌ للهبات عتيد)
فَقَالَ لَهُ وَكم ثمن هَذِه الْأُخْت قَالَ عشرَة آلَاف دِرْهَم فَدَفعهَا إِلَيْهِ
وَقَالَ فِيهِ القصيدة الفائية الَّتِي أَولهَا
(أما الرسوم فقد أذكرن مَا سلفا ... فَلَا تكفن عَن شأنيك أَو يكفا)
مِنْهَا
(ودع فُؤَادك توديع الْفِرَاق فَمَا ...
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute