للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ونهبوا دَاره وَأخذُوا لَهُ من الذَّهَب مِائَتي ألف دِينَار فاستنجد عَلَيْهِم بدبيس بن صَدَقَة واجتمعا على حربهم فنصرا عَلَيْهِم وقتلا مِنْهُم خلقا كثيرا

وَكَانَ ظريفاً شَاعِرًا نهاباً وهاباً وَجمع بَين أُخْتَيْنِ فلاموه فَقَالَ خبروني مَا الَّذِي نَسْتَعْمِلهُ من الشَّرْع حَتَّى تتكلموا فِي هَذَا الْأَمر

وَقبض عَلَيْهِ بركَة بن أَخِيه وحبسه وتلقب زعيم الدولة فَلم تطل دولته فَقَامَ بعده أَبُو الْمَعَالِي قُرَيْش بن بدران بن مقلد ابْن أَخِيه فَأول ملك أخرج قرواشاً عَنهُ وذبحه صبرا وَقيل بل مَاتَ فِي سجنه سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة

وَفِي قرواش يَقُول الطَّاهِر الْجَزرِي

(وليلٍ كوجه البرقعيدي ظلمَة ... وَبرد أغانيه وَطول قرونه)

(سريت ونومي فِيهِ نومٌ مشرد ... كعقل سُلَيْمَان بن فهدٍ وَدينه)

(على أولقٍ فِيهِ مضاءٌ كَأَنَّهُ ... أَبُو جابرٍ فِي طيشه وجنونه)

(إِلَى أَن بدا ضوء الصَّباح كَأَنَّهُ ... سنا وَجه قرواشٍ وضوء جَبينه)

ودامت إِمَارَة قرواش خمسين سنة

حكى أَبُو الهيجاء لِأَن عمرَان بن شاهين قَالَ كنت أساير مُعْتَمد الدولة قرواشاً مَا بَين سنجار ونصيبين فَنزل ثمَّ استدعاني بعد الزَّوَال وَقد نزل هُنَاكَ بقصر يعرف بقصر الْعباد بن عَمْرو الغنوي وَهُوَ مطل على بساتين ومياه كَثِيرَة فَدخلت عَلَيْهِ فَوَجَدته قَائِما يتَأَمَّل كتابا فِي الْحَائِط فقرأتها فَإِذا هِيَ

(يَا قصر عَبَّاس بن عَمْرو ... كَيفَ فارقك ابْن عرمك)

(قد كنت تغتال الدهور ... فَكيف غالك ريب دهرك)

(واهاً لعزك بل لجودك ... بل لمجدك بل لفخرك)

)

وَتَحْت الأبيات مَكْتُوب وَكتبه عَليّ بن عبد الله بن حمدَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة

وَهَذَا الْكتاب هُوَ سيف الدولة ابْن حمدَان وَتَحْت ذَلِك مَكْتُوب يَا قصر ضعضعك الزَّمَان وَحط من علياء قدرك

(ومحا محَاسِن أسطر ... شرفت بِهن متون جدرك)

واها لكاتبها الْكَرِيم وَقدره الموفي بقدرك

<<  <  ج: ص:  >  >>