للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

غَدا فَسقط مغشياً عَلَيْهِ لَا يعقل ثمَّ أَفَاق وَهُوَ يَقُول

(وَإِنِّي لمفنٍ دمع عَيْني بالبكا ... حذار الَّذِي قد كَانَ أَو هُوَ كَائِن)

(وَقَالُوا غَد أَو بعد ذَاك بليلةٍ ... فِرَاق حبيبٍ لم يبن وَهُوَ بَائِن)

(وَمَا كنت أخْشَى أَن تكون منيتي ... بكفك إِلَّا أَن مَا حَان حائن)

)

وَاشْتَدَّ مَرضه فَسَأَلَ أَبوهُ فتيات الْحَيّ أَن يعدنه ويتحدثن عِنْده لَعَلَّه يتسلى فأتينه وجلسن عِنْده

وجاءه طَبِيب يداويه فَقَالَ

(عيد قيسٍ من حب لبنى ولبنى ... دَاء قيسٍ وَالْحب دَاء شَدِيد)

(فَإِذا عادني العوائد يَوْمًا ... قَالَت الْعين لَا أرى من أُرِيد)

(لَيْت لبنى تعودني ثمَّ اقضي ... إِنَّهَا لَا تعود فِي من يعود)

(وَيْح قيسٍ مَاذَا تضمن مِنْهَا ... دَاء خبلٍ وَالْقلب مِنْهَا عميد)

فَقَالَ لَهُ الطَّبِيب مذ كم وجدت الْعلَّة بِهَذِهِ الْمَرْأَة فَقَالَ

(تعلق روحي روحها قبل خلقنَا ... وَمن بعد مَا كُنَّا نطافاً وَفِي المهد)

(فَزَاد كَمَا زِدْنَا فَأصْبح نامياً ... وَلَيْسَ إِذا متْنا بمنفصم العقد)

(وَلكنه باقٍ على كل حادثٍ ... وزائرنا فِي ظلمَة الْقَبْر واللحد)

وَمن شعره فِيهَا قَوْله

(وَفِي عُرْوَة العذري إِن مت أسوةٌ ... وَعَمْرو بن عجلَان الَّذِي قتلت هِنْد)

(وَفِي مثل مَا مَاتَا بِهِ غير أنني ... إِلَى أجلٍ لم يأتني وقته بعد)

(هَل الْحبّ إِلَّا عِبْرَة ثمَّ زفرَة ... وحر على الأحشاء لَيْسَ لَهُ برد)

(وفيض دموعٍ تستهل إِذا بدا ... لنا علمٌ من أَرْضكُم لم يكن يَبْدُو)

وشكا أَبُو لبنى قيسا إِلَى مُعَاوِيَة وأعلمه بتعرضه لَهَا بعد الطَّلَاق فَكتب إِلَى مَرْوَان بن الحكم بهدر دَمه وَأمر أَبَاهَا أَن يُزَوّجهَا بِخَالِد بن حلزة من غطفان

فَلَمَّا علم قيس بذلك جزع جزعاً شَدِيدا وَقَالَ

<<  <  ج: ص:  >  >>