(وارتاع من مَاء الصَّباح فشمرت ... أذيال حُلته لفائض نَحره)
(فاقذِف شياطين الهموم بأنجُمٍ ... تَثني الخَليع إِلَى السرُور بأسره)
(بزُجاجةٍ حيَّاك مِنْهَا قَيصرٌ ... وكأنما هُوَ فِي جَوَانِب قصره)
(مَا ألبسته الراحُ ثوبا مُذهبا ... إِلَّا وقلده الحَباب بدرّه)
(يسقيكها رشأٌ كأنّ مذاقها ... من رِيقه وحبابها من ثغره)
(أرسلتُ لحظي رائداً فأضلّه ... ليلٌ يُمد بعُذره وبغّدره)
(أعشى الدليلَ دُجا الدَلالِ فسائلِوا ... فلكَ الأزرة عَن طالع بدره)
وَقَالَ
(عَرَضت لمفترض الصَّباح الأبلج ... حوراءُ فِي طَرَفِ الظلام الأدعج)
(فتمزقت شِيةُ الدُجا عَن غُرتّي ... شمسين فِي أفقٍ وَكله هودج)
(ووراء أَسْتَار الحمول لواحِظٌ ... غازلنَ معتدل الوشيحِ الأعوَجِ)
(من كل مبتسم السّنان إِذا جرى ... دَمعُ النجيع من الكَميِّ الأهوج)
(وَلَقَد صحِبتُ اللَّيْل قَلَّصَ بُردَه ... لعُباب بَحر صَباحِه المتموجِ)
(وكأنّ منتثر النُّجُوم لآلىءٌ ... نُظمت على صَرحٍ من الفيروزج)
(وسَهِرتُ أرقبُ من سُهيلٍ خافقاً ... متفرداً فَكَأَنَّهُ قلبُ الشجي)
(واستعبرت مُقلُ السَحاب فأضحكت ... مِنْهَا ثغور مُفوَّفٍ ومُدبَّحِ)
وَقَالَ
(سَدَّدوها مِنَ القدود رماحا ... وانتضوها من الجفون صِفاحا)
(يَا لَهَا حَالَة من السِلم حَالَتْ ... فاستحالت وَلَا كِفاحَ كِفاحا)
)
(صحّ إِذْ أذرَتِ العيونُ دِمَاء ... أَنهم أثخَنوا القلوبَ جِراحا)
(يَا فُؤَادِي وَقد أُخذتَ أَسِيرًا ... أتقطرتَ أم وضعتَ السِلاحا)
(قل لأعشارِك الَّتِي اقتسموها ... ضربوا فِيك بالعيونِ قداحا)
(عجبا للجفون وَهِي مِراضٌ ... كَيفَ تستأسر القلوبَ الصِحاحا)
(أهٍ من موقفٍ يودّ بِهِ المُغ ... رم لَو مَاتَ قبله فاستراحا)
(حَيْثُ يخْشَى أَن يَنظم اللثم عِقداً ... فِيهِ أَو يعْقد العناقُ وِشاحا)
وَقَالَ
(عَقَدوا الشعورَ معاقدَ التيجان ... وتقلدوا بِصوارم الأجفانِ)