(فَيُؤْمَر بعد ذَلِك باجتنابٍ ... لَهَا فَيرى الخُطوب عَن الخطابه)
(ويُطلَب مِنْهُ أَن يبْقى أَمِيرا ... يسدّد نَحْو من يلقَى حِرابه)
(وحقك مَا أَصَابُوا فِي حَدِيثي ... وَلَا لِيَ إِن ركبتُ لَهُم إصابه)
وَلما كَانَ بِبَغْدَاد خُرِّج للشعراء من عندِ الْمُسْتَنْصر ذهبٌ على أَيدي الحُجاب وَلم يخرَّج إِلَيْهِ شَيْء فَكتب إِلَى الْمُسْتَنْصر
(لما مدحتُ الإمامَ أَرْجُو ... مَا نَالَ غَيْرِي من الْمَوَاهِب)
(أجدتُ فِي مدحه ولكِن ... عُدت بجدِّي العَثور خائبْ)
(فَقَالَ لي مَا مدحوه لما ... فازوا وَمَا فُزتُ بالرغائب)
(لِم أَنْت فِينَا بِغَيْر عينٍ ... قلتُ لِأَنِّي بِغَيْر حَاجِب)
وَمن شعره
(وعِلقٍ نفيسٍ تعلقتُه ... فزار على خلوةٍ وارتياع)
)
(وَلم يبْق فِي المُرد إِلَّا كَمَا ... يُقَال على أكلةٍ والوداع)
(فعاجلتُه عَن دُخُول الكنيف ... بشحٍّ مُطاعٍ ورأيٍ مُضاع)
(فغرَّقني مِنْهُ نَوء البُطين ... وَرَوَاهُ مني نوء الذِّراع)
وَمِنْه
(على وَرد خَدَّيه وآسِ عِذاره ... يَلِيق بِمن يهواه خَلع عِذارِهِ)
(وأبذلُ جُهدي فِي مُدارِاةِ قَلبه ... وَلَوْلَا الهوَى يقتادُني لم أُدارِه)
(أرى جنَّة فِي خَده غير أنني ... أرى جُلَّ نارِي شبّ مِن جُلنارِه)
(كغُصن النقا فِي لِينه واعتداله ... ورئم الفلا فِي جِيده ونِفاره)
(سكِرت بكأسٍ من رحيق رُضابه ... وَلم أدر أنَ الْمَوْت عُقبى خُماره)
وَكتب إِلَى بعض الْمُلُوك
(لَو شرحتُ الَّذِي وجدتُ من الوَج ... د عَلَيْكُم أمللتُكم ومللتُ)
(فَلهَذَا خفّفتُ عَنْكُم وَلَو شِئ ... تُ أَن أُطيلَ أطلت)
(غير أنّ العَبيدَ تحمل عَن قَل ... ب الموَالِي وَهَكَذَا قد فَعَلت)
وَقَالَ فِي مليح نحوي
(بُليتُ بنحويٍّ يخالفُ رأيَه ... أواناً فيَجزيني على الْمَدْح بالمنعِ)
(تعجبتُ من واوٍ تبدّتْ بصُدغه ... وَلم يحظني مِنْهَا بعطفٍ وَلَا جمع)