(وَمن ألفٍ فِي قدّه قد أمالها ... عَن الْوَصْل لَكِن لم يُملها عَن الْقطع)
وَقَالَ
(أيادٍ سمت آثارُها السحب فاغتدَت ... تُعاب إِذا مَا شُبهت بالسحائبِ)
(فَمَا الوعدُ مِنْهُ بالطويل وَلَا ترى ... مَداه على حاكيه بالمتقارب)
مِنْهَا
(سُيوفٌ إِذا صَلَّتْ سجدنَ رؤوسُهم ... لآثار خيلٍ شُبهت بالمحارب)
وَقَالَ أَبُو الْحُسَيْن الجزار يمدح فَخر الْقُضَاة ابْن بصاقة
(عَفا الله عَمَّا قد جنته يَدُ الدَّهْر ... فقد بذل المجهود فِي طَلَب العُذرِ)
(أيحسُنُ أَن أَشْكُو الزمانَ الَّذِي غَدت ... صنائعُه عِنْدِي تجلّ عَن الشُّكْر)
)
(لقد كنتُ فِي أسر الخُمول فَلم يزل ... بتدريجه حَتَّى خَلَصتُ من الْأسر)
(فشكراً لأيامٍ وفَت لي بوعدها ... وأبدَت لعَيْنِي فَوق مَا جال فِي فكري)
(وَكم ليلةٍ قد بتُّها مُعسِراً ولي ... بزُخرفِ آمالي كنوزٌ من اليُسر)
(أَقُول لقلبي كلما اشتَقتُ لِلغِنى ... إِذا جَاءَ نصر الله تَبَّتْ يَد الْفقر)
مِنْهَا
(وَإِن جئتَه بالمدح يلقاك باللُهَى ... فكم مرَّةً قد قَابل النّظم بالنَثر)
(ويهتز للجدوَى إِذا مَا مدحته ... كَمَا اهتزَّ حاشى وَصفه شاربُ الْخمر)
وَمِنْهَا
(وَلَو أنني وافيتُ غيرَكَ مادحاً ... لتَمَّمتُ نقصى بالحماقة والفَشَرِ)
(وأعطيتُ نَفسِي عندَه فوقَ حقِّها ... من الكِبر لَكِن لَيْسَ ذَا موضعُ الكِبر)
(وكل امرىءٍ لَا يُحسِن العَومَ غارقٌ ... إِذا مَا رَمَاه الجهلُ فِي لجّة الْبَحْر)
وَقَالَ فِيهِ أَيْضا
(لمثلهَا كَانَ رَجايَ انظرك ... فَأدْرك فَتى من الخطوب فِي دَرَك)
(لم أخشَ خِذلانا وَأَنت ناصري ... وَإِنَّمَا يُخذَلُ مَن لَا استنصرك)
(عليكَ يَا فخرَ الْقُضَاة عُمدَتي ... فانظُر إليّ لَا عدمتُ نَظَرك)
(واسأل كَمَا عودتني عَن خبري ... بلفظك الْمَعْهُود حَتَّى أُخبرَك)
(هَيْهَات أَن أشرحَ مَا قد حل بِي ... إِن لم يَقُل حِلمُكَ لَا تخشَ دَرَك)
(مثلك من قَامَ بنصرِ عاشقٍ ... مِثلي إِن العِشقَ أمرٌ مُشْتَرك)