وَيُقَال إِنَّه كَانَ غَنِيا وَلَا عقب لَهُ وَهُوَ من أَعْيَان الشُّعَرَاء
وَقتل يزِيد الْمَذْكُور مَعَ الْوَلِيد بن يزِيد بن عبد الْملك فِي حروب كَانَت سنة سِتّ وَعشْرين ومئة بِالْيَمَامَةِ وَكَانَت الرَّايَة بِيَدِهِ فنشبت فِي عشرَة فعثر فَضَربهُ بَنو حنيفَة ثمَّ قَتَلُوهُ
وَكَانَ ليزِيد أَخ كثير المَال يدعى ثورا وَكَانَ متنسكا كثير الْحَج والصدق ملازما لإبله ونخله وَكَانَ يزِيد يتْلف مَال أَخِيه واستعدت يَوْمًا جرم على يزِيد بن الطثرية فِي وحشية امْرَأَة مِنْهُم كَانَ يشبب لَهَا فَكتب صَاحب الْيَمَامَة إِلَى ثَوْر وَأمره أَن يَجْعَل عُقُوبَته حلق لمته فحلقها
فَقَالَ يزِيد
(أَقُول لثور وَهُوَ يحلق لمتي ... بحناء مَرْدُود عَلَيْهَا نصابها)
(ترفق بهَا يَا ثَوْر لَيْسَ ثَوَابهَا ... بِهَذَا وَلَكِن غير هَذَا ثَوَابهَا)
(أَلا رُبمَا يَا ثَوْر قد غل وَسطهَا ... أنامل رحضات حَدِيث خضابها)
(وتسلك مدرى العاج فِي مدلهمة ... إِذا لم تفرج مَاتَ غما صوابها)
(فراح بهَا ثَوْر ترف كَأَنَّهَا ... سلاسل درع جريها وانسكابها)
(منعمة كالسربة الْعرف جادها ... نجاء الثريا هطلها وذهابها)
(فَأصْبح رَأْسِي كالصخرة أشرفت ... عَلَيْهَا عِقَاب ثمَّ طارت عقابها)
[٣٨٤]
وَقَالَ ابْن الطثرية
(عقيلية أما ملاث إزَارهَا ... فدعص وَأما خصرها فتبتيل)
(تقيظ أكناف الْحمى وتظله ... بنعمان من وَادي الْأَرَاك مقيل)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute