للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(أَلَيْسَ قَلِيلا نظرة إِن نظرتها ... إِلَيْك وكل لَيْسَ مِنْك قَلِيل)

(فيا خلة النَّفس الَّتِي لَيْسَ دونهَا ... لنا من أخلاء الصفاء خَلِيل)

(أما من مقَام اشتكي غربَة النَّوَى ... وَخَوف العدا فِيهِ إِلَيْك سَبِيل)

(فديتك أعدائي كثير وشقتي ... بعيد وأشياعي لديك قَلِيل)

(فَلَا تحملي ذَنبي وَأَنت ضَعِيفَة ... فَحمل دمي يَوْم الْحساب ثقيل)

(وَكنت إِذا مَا جِئْت جِئْت بعلة ... فأفنيت علاتي فَكيف أَقُول)

(فَمَا كل يَوْم لي بأرضك حَاجَة ... وَلَا كل يَوْم لي إِلَيْك رَسُول)

وَقَالَ

(بنفسي من لَو مر برد بنانه ... على كَبِدِي كَانَت شِفَاء أنامله)

(وَمن هابني فِي كل شَيْء وهبته ... فَلَا هُوَ يعطيني وَلَا أَنا سائله)

وَقَالَ

(أعيب الَّذِي أَهْوى وأطرى جواريا ... يرين لَهَا فضلا عَلَيْهِنَّ بَينا)

(برغمي أطيل الصد عَنْهَا إِذا بَدَت ... أحاذر أسماعا عَلَيْهَا وَأَعْيُنًا)

(فقد غضِبت إِذْ قلت أَن لَيْسَ حَاجَتي ... إِلَيْهَا وَقَالَت لم يرد أَن نجبنا)

(وَهل كنت إِلَّا مغرما قَادَهُ الْهوى ... أسر فَلَمَّا قَادَهُ الشوق أعلنا)

(أَتَانِي هَواهَا قبل أَن أعرف الْهوى ... وصادف قلبِي فَارغًا فتمكنا)

وَقَالَ

(على حِين صارمت الأخلاء كلهم ... إِلَيْك وأصغيت الْهوى لَك أجمعا)

(وددتك أضعافا وغادرت فِي الحشا ... عِظَام البلايا باديات ورجعا)

(بوشك ثقيل كَانَ يشفى من الجوى ... تكَاد لَهُ أَرْوَاحنَا أَن تصدعا)

(على إِثْر هجران وَسَاعَة خلْوَة ... من النَّاس أخْشَى أعينا أَن تطلعا)

[٣٨٥]

<<  <  ج: ص:  >  >>