للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(مجاذف كالحيات مدت رؤوسها ... على وَجل فِي المَاء كي تروي الظمأ)

(كَمَا أسرعت عدا أنامل حاسب ... بِقَبض وَبسط تسبق الْعين والفما)

(هِيَ الهدب فِي أجفان أكحل أَوْطَفُ ... فَهَل صبغت من عندم أوبكت دَمًا)

قَالَ ابْن الْآبَار أَجَاد مَا أَرَادَ فِي هَذَا الْوَصْف وَإِن نظر إِلَى قَول أبي عبد الله يصف أسطول المعتصم بن صمادح

(هام صرف الردى بهام الأعادي ... أَن سمت نحوههم لَهَا أجياد)

(وتراءت بشركها كعيون ... دأبها مثل خائفيها سهاد)

(ذَات هدب من المجاذيف ... حاك هدب باك لدمعه إسعاد)

(حمم فَوْقهَا من الْبيض نَار ... كل من أرْسلت عَلَيْهِ رماد)

(وَمن الْخط فِي يَدي كل ذمر ... ألف خطها على الْبَحْر صَاد)

قَالَ وَمَا أحسن قَول شَيخنَا أبي الْحسن بن حريق فِي هَذَا الْمَعْنى من قصيد أنشدنيه

(وكأنما سكن الأراقم جوفها ... من عهد نوح خشيَة الطوفان)

(فَإِذا رأين المَاء يطفح نضنضت ... من كل خرت جية بِلِسَان)

قَالَ وَلم يسبقهم إِلَى الْإِحْسَان وَإِن سبقهمْ بِالزَّمَانِ عَليّ بن مُحَمَّد الْإِيَادِي التّونسِيّ فِي قَوْله

(شرعوا جوانبها مجاذف أَتعبت ... شأو الرِّيَاح لَهَا وَلما تتعب)

(تنصاع من كثب كَمَا نفر القطا ... طورا وتجتمع اجْتِمَاع الربرب)

(وَالْبَحْر يجمع بَينهَا فَكَأَنَّهُ ... ليل يقرب عقربا من عقرب)

وَمن هَذِه القصيدة الفريدة فِي ذكر الشراع

(وَلها جنَاح يستعار يطيرها ... طوع الرِّيَاح وراحة المتطرب)

<<  <  ج: ص:  >  >>