يُوسُف بن عمر فهرب وسلك طَرِيق السماوة وَكَانَ أَهله بالبلقاء فاختفى عِنْدهم وَلبس زِيّ النِّسَاء وَبلغ الْخَبَر يزِيد بن الْوَلِيد فَأرْسل إِلَيْهِ من أحضرهُ على هَيئته فحبسه يزِيد فَأَقَامَ فِي السجْن مُدَّة يزِيد بن الْوَلِيد فَلَمَّا مَاتَ يزِيد وَولي أَخُوهُ إِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد بَقِي يُوسُف بن عمر مُدَّة ولَايَة إِبْرَاهِيم فِي السجْن وَتَوَلَّى مَرْوَان آخر مُلُوك بني أُميَّة وَكَانَ يزِيد بن خَالِد الْقَسرِي مَعَ إِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد فَلَمَّا خَافُوا من مَرْوَان عِنْد التقاء عسكريهما خَافُوا غائلة الحكم وَعُثْمَان بن الْوَلِيد وهما فِي السجْن فجهزوا يزِيد لقتلهما فَتوجه إِلَيْهِمَا وقتلهما وَكَانَ يُوسُف بن عمر عِنْدهمَا فَقتله يزِيد بن خَالِد الْقَسرِي وَذَلِكَ سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة وَقيل إِنَّه قتل فِي الْعشْر الْأَوْسَط من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة وَأخذُوا رَأس يُوسُف عَن جسده وشدوا فِي رجله حبلا وَكَانَ الصّبيان يجرونه فِي شوارع دمشق فتمر بِهِ الْمَرْأَة فتحسبه صَغِيرا فَتَقول لأي شَيْء قتلوا هَذَا الصَّغِير الْمِسْكِين لما ترى من صغر جثته وَكَانَ يُوسُف بن عمر قَصِيرا جدا ولحيته طَوِيلَة جدا تجوز سرته وَكَانَ أتيه النَّاس وأحمقهم وَمن حمقه أَن حجاما أَرَادَ أَن يحجمه فارتعدت يَده فَقَالَ لحاجبه قل لهَذَا البائس لَا يخف وَمَا رَضِي أَن يكلمهُ بِنَفسِهِ وَكَانَ الْخياط إِذا أَرَادَ أَن يفصل ثِيَابه إِن قَالَ يحْتَاج إِلَى زِيَادَة ثوب آخر أكْرمه وحباه وَإِن فضل من القماش شَيْئا أهانه وأقصاه لِأَنَّهُ يكون قد نبه إِلَى قصره ودمامته وَفِي الْأَمْثَال أتيه من أَحمَق ثَقِيف المُرَاد بِهِ يُوسُف بن عمر
وَقَالَ بَعضهم رَأَيْت يُوسُف بن عمر وَفِي مذاكيره حَبل وَهُوَ يجر بِدِمَشْق ثمَّ رَأَيْت بعد ذَلِك يزِيد بن خَالِد الْقَسرِي قَاتله وَفِي مذاكيره حَبل وَهُوَ يجر فِي ذَلِك الْموضع
وَكَانَ يُوسُف يطعم النَّاس فِي كل يَوْم خَمْسَة آلَاف خوان كل خوان عَلَيْهِ عشرَة أنفس وَكَانَ الْحجَّاج يطعم أهل الشَّام خَاصَّة على ألف خوان فأطعم يُوسُف بن عمر أهل الشَّام وَأهل الْعرَاق
١٣١ - الختني يُوسُف بن عمر بن الْحُسَيْن الشَّيْخ الْعدْل المعمر بدر الدّين الختني بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح التَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَبعدهَا نون وياء النِّسْبَة الْمصْرِيّ ولد فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَحضر فِي الرَّابِعَة على ابْن رواج وَتفرد بِهِ وَسمع من صَالح المدلجي والمرسي والبكري وَابْن اللمطي وَتفرد بأَشْيَاء وَله مشيخة روى فِيهَا عَن نَيف وَسِتِّينَ نفسا وَأكْثر الطّلبَة عَنهُ توفّي رَحمَه الله سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة