(لَيْسَ الْفُؤَاد وَإِن تناءت ساليا ... عَنْهَا وَلَا لعهودها بالناسي)
قَالَ وأنشدني أَيْضا // (من الطَّوِيل) //
(سقى حلب الشَّهْبَاء فِي كل مزنة ... سَحَابَة غيث نوءها لَيْسَ يقْلع)
(فَتلك دياري لَا الْعَتِيق وَلَا الغضا ... وَتلك ربوعي لَا زرود ولعلع)
فأنشده شهَاب الدّين الْمَذْكُور // (من الطَّوِيل) //
(لقد حرت فِي هَذَا القريض وَحسنه ... فَمن حيرتي لم أدر كَيفَ أَقُول)
(أَسحر عُيُون الْعين أم خمر بابل ... أم الدّرّ أم روض زهته قبُول)
(بِخَط كَمَا خطّ العذار منمنما ... لَهُ فِي سنا الخد الأسيل مسيل)
وَلما جَاءَ الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين رَحمَه الله التَّقْلِيد من الإِمَام المستعصم صُحْبَة نجم الدّين الباذرائي سنة خمس وَخمسين وست مائَة قَالَ بدر الدّين يُوسُف الذَّهَبِيّ يمدحه // (من الْبَسِيط) //
(وَفِي لَك السَّعْي بالسعد الَّذِي وَفْدًا ... وأنجز الدَّهْر من علياك مَا وَعدا)
(سدت الْمُلُوك فَمَا كَانَت مواهب مَا ... أسدى إِلَيْك أَمِير الْمُؤمنِينَ سدى)
(هُوَ الإِمَام الَّذِي هاد الْأَنَام لَهُ ... وهد ركن الأعادي بأسه فهدى)
(ناهيك من خَدّه استسقوا بغرته ... عَن السَّحَاب فَرد السهل والجلدا)
(فَأطلق السحب فِي الدُّنْيَا وَقد حبست ... فراح وابلها منفجرا وبدا)
(وَقد أقرّ بِمَا أولوه من منن ... لذاك مهما أخافوا صَوبه رعدا)
(فَمن يفاخرهم أَو من يساجلهم ... يَوْمًا وجدهم أولى الْغَمَام يدا)
(أعيى شعار بني الْعَبَّاس واصفه ... فَلَا لِسَان يكافيهم وَلَا جهدا)
(قد أَسْبغُوا من عطايا سَبْيهمْ حللا ... عَلَيْك موشية فارفل بهَا جددا)
(قدت على قدر ملك ماجد وغدت ... طرائق الوشي فِي أَثْنَائِهَا قددا)
(طلعت بَدْرًا بداجي لَيْلهَا وبدت ... كواكب الذَّهَب القاني بهَا بددا)
(وقلدوك حساما مَاضِيا فَرَأَوْا ... بَدْرًا بذيل تَمام للعيون بدا)
(مَاض يُرِيك شُعَاع الشَّمْس منعكسا ... وَالْمَاء فِي نهره الْمُنَاسب مطردا)
(وجاءك الطّرف مَجْنُونا وَلَا عجب ... لسابح مسرعا وافى لبحر ندى)
(وسنجق سَائِر تهفو ذوائبه ... وسط السَّمَاء كنجم الرَّجْم متقدا)