(بلينا بِذِي نسب شابك ... قَلِيل الجدى فِي زكان الدعه)
(إِذا ناله الْخَيْر لم نرجه ... وَإِن صفعوه صفعنا مَعَه)
قَالَ القَاضِي شمس الدّين بن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى وَهَذَا من قَول حُصَيْن السَّعْدِيّ الْخَارِجِي يُخَاطب قطري بن الْفُجَاءَة // (من الطَّوِيل) //
(وَأَنت الَّذِي لَا نستطيع فِرَاقه ... حياتك لَا نفع وموتك ضائر)
وَيُقَال إِن أَبَا الْقَاسِم بن هَانِئ الشَّاعِر الْمُتَأَخر على ابْن هَانِئ الْمُتَقَدّم هجا ابْن الْخلال الْمَذْكُور وبلغه ذَلِك فأضمر لَهُ حقدا وَاتفقَ بعض المواسم الَّتِي جرت بِهِ عَادَة مُلُوك مصر الْحُضُور لاستماع المدائح فَجَلَسَ الْحَافِظ عبد الْمجِيد ملك مصر إِذْ ذَاك وأنشده الشُّعَرَاء وانتهت النّوبَة إِلَى ابْن هَانِئ الْمَذْكُور فَأَنْشد وأجاد فِيمَا قَالَه فَقَالَ الْحَافِظ لِابْنِ الْخلال كَيفَ تسمع فَأثْنى عَلَيْهِ واستجاد شعره وَبَالغ فِي وَصفه ثمَّ قَالَ لَهُ وَلَو لم يكن لَهُ إِلَّا مَا يمت بِهِ من انتسابه إِلَى ابْن الْقَاسِم بن هَانِئ شَاعِر هَذِه الدولة ومظهر مفاخرها وناظم مآثرها لَوْلَا بَيت أظهر مِنْهُ الضَّمِير عِنْد دُخُوله هَذِه الْبِلَاد فَقَالَ الْحَافِظ مَا هُوَ فتحرج من إنشاده فَأبى الْحَافِظ وَقَالَ لَا بُد من إنشاده وَفِي أثْنَاء ذَلِك صنع بَيْتا وأنشده وَهُوَ // (من الْبَسِيط) //
(تَبًّا لمصر فقد صَارَت خلافتها ... عظما تنقل من كلب إِلَى كلب)
فَعظم ذَلِك على الْحَافِظ وَقطع صلته وَكَاد يفرط فِي عُقُوبَته وَمن شعر ابْن الْخلال فِي الشمعة أَيْضا // (من الْبَسِيط) //
(وصعدة لدنة كالتبر تفتق فِي ... جنح الظلام إِذا مَا أبرزت فلقا)
(تَدْنُو فيحرق برد اللَّيْل لهذمها ... وَإِن نأت رتق الظلام مَا فتقا)
(وتستهل بِمَاء عِنْد وقدتها ... كَمَا تألق برق الْغَيْث فاندفقا)
(كالصب لونا ولمعا والتظاء وضنى ... وَطَاعَة وسهادا دَائِما وشقا)
(وَالْحب أنسا ولينا واستواق سنا ... وبهجة وطروقا واجتلاء ولقا)
قلت قَوْله كالصب لمعا فِيهِ نظر وَمِنْه قَوْله وَالْحب لينًا نظر وَمن // (الرمل) //
(شيم الْأَيَّام صد بعد ود ... والليالي عهدها أخون عهد)
(إِن أغاثت خذلت أَو وهبت ... سلبت أَو أوجدت راعت بفقد)
(أُفٍّ لدينا فِيكُم تخدعنا ... من حباها بمعار مسترد)
(مَا وَقت أَعْوَام قرب بِالَّذِي ... جنت اللوعة فِي سَاعَة بعد)