للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فأعجبه ذَلِك علقه ثمَّ إِنَّه قَالَ إِلَّا أَن من خَاصَّة هَذَا النوعأنه لَا بُد أَن يكون بعض السَّبْعَة مَوْصُوفا ليقوم الْوَزْن بذلك فاستقريت مَا أحفظه فَكَانَ كَذَلِك وَالْعلَّة فِي هَذَا أَنَّهَا سَبْعَة أَلْفَاظ وَيُرِيد النَّاظِم أَن يَأْتِي بهَا فِي بَيت وَاحِد فيضطره الْوَزْن إِلَى زِيَادَة لَفْظَة ليَكُون كل أَرْبَعَة فِي نصف وَبَقِي هَذَا الْكَلَام فِي ذهني وَلم أكن إِذْ ذَاك مشتغلاً بِغَيْر التَّحْصِيل وَالْقِرَاءَة والمطالعة إِلَى أَن اشتغلت بِبَعْض الْعلم فَأَرَدْت امتحان الخاطر المخاطر بنظم شَيْء فِي هَذِه الْمَادَّة بِحَيْثُ أَن يكون سَبْعَة أَلْفَاظ بِغَيْر زِيَادَة وصف فاتفق لي أَن قلت

(إِذا تيَسّر لي فِي مصر وَاجْتمعت ... سبع فَإِنِّي فِي اللَّذَّات سُلْطَان)

(خود وخمر وخاتون وخادمها ... وخلسة وخلاعات وخلان)

وَقلت أَيْضا

(إِن قدر الله لي فِي الْعُمر وَاجْتمعت ... سبع فَمَا أنافي أَنا فِي اللَّذَّات مغبون)

(قصر وَقدر وقواد وقحبته ... وقهوة وقناديل وقانون)

وَقلت أَيْضا فِي الْجمع بَين ثَمَانِيَة

(ثَمَانِيَة إِن يمسح الدَّهْر لي بهَا ... فَمَالِي عَلَيْهِ بعد ذَلِك مَطْلُوب)

(مقَام ومشروب ومزح ومأكل ... ومله ومشموم وَمَال ومحبوب)

وَقلت أَيْضا

(إِلَى مَتى أَنا لَا أَنْفك فِي بلد ... رهين جيمات جور كلهَا عطب)

(الْجُوع والجري وَالْجِيرَان والجدري ... وَالْجهل والجبن والجرذان والجرب)

)

وَلِلنَّاسِ فِي هَذَا النَّوْع كثير وَلَكِن خفت تَطْوِيل هَذِه التَّرْجَمَة بايراد مَا يحضرني فِي ذَلِك فأخرت كل شَيْء أعرفهُ ليرد فِي تَرْجَمَة قايله توفّي ابْن سكرة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَثلث ماية

الْحَاجِب الْملك الْمَنْصُور الأندلسي مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي عَامر مُحَمَّد بن الْوَلِيد القحطاني الْمعَافِرِي الأندلسي الْحَاجِب الْملك الْمَنْصُور أَبُو مَنْصُور كَانَ مُدبر دولة الْمُؤَيد بِاللَّه هِشَام بن الْمُسْتَنْصر الْأمَوِي عمد أول تغلبه إِلَى خزاين كتب الْمُسْتَنْصر فأبرز مَا فِيهَا من صنوف التواليف بِمحضر خواصه الْعلمَاء وأمرا بإفراد مَا فِيهَا من كتب الأوايل حاشى كتب الطِّبّ والحساب وَأمر باحراقها وأحرقت وطم بَعْضهَا وَكنت كَثِيرَة جدا فعل ذَلِك تحبباً إِلَى الْعَوام وتقبيحاً لرأي الْمُسْتَنْصر غزا مَا لم يغزه أحد الْمُلُوك وَفتح كثيرا وَكَانَ الْمُؤَيد مَعَه صُورَة ودانت لَهُ الأندلس وَكَانَ إِذا حضر من غَزْوَة نفض غباره وَجمعه وَأمر عِنْد مَوته أَن يذر مَا جمع على كَفنه وَتُوفِّي مبطوناً بِمَدِينَة سَالم سنة ثلث وَتِسْعين وَثلث ماية وللشعراء فِيهِ أمداح

<<  <  ج: ص:  >  >>