للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(لَو أَنه الزيبق لم يجر لي ... فَكيف يجْرِي وَهُوَ فولاذ)

مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو بكر الدينَوَرِي الزَّاهِد كَانَ جلال الدولة يزوره سَأَلَهُ يَوْمًا فِي مكس كَانَ يُؤْخَذ فِي الْملح مِقْدَاره فِي كل سنة ألفا دِينَار فسامح بِهِ قَالَ أَبُو الْوَفَاء الْوَاعِظ حملت إِلَى الدينَوَرِي وَقد رمدت عَيْني وَكَانَ الرمد يعتريها كثيرا فَأدْخل خِنْصره فِيهَا وَمسح عَلَيْهَا فأقمت سِتِّينَ سنة لم أرمد وَلما توفّي سنة ثلثين وَأَرْبع ماية احتفل النَّاس بجنازته

الشاه بوري الْوَاعِظ مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ الظريف ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر أَحْمد بن الْحسن بن سهل بن عبد الله الْفَارِسِي أَبُو الْحَيَاة ابْن أبي الْقسم بن أبي الْفَتْح بن أبي بكر الشاه بوري الْوَاعِظ من أهل بَلخ قَالَ ابْن النجار هَكَذَا رَأَيْت نسبه بِخَط يَده وَرَأَيْت بِمصْر جُزْءا فِيهِ من أمالي الْبَلْخِي هَذَا وَقد نسب نَفسه إِلَى عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَلم يظْهر ذَلِك فِي الْعرَاق سَافر فِي طلب الْعلم وجال فِي خُرَاسَان وَمَا وَرَاء النَّهر وخوارزم وَالْعراق وبغداذ وَالشَّام ومصر وَسمع من جمَاعَة وروى عَنهُ شَيْخه السلَفِي وَكَانَ يعظمه ويجله ويعجب بِكَلَامِهِ وَكَانَ مليح الشكل مليح الْوَعْظ حسن الْإِيرَاد رَشِيق الْمعَانِي لطيف الْأَلْفَاظ فصيح اللهجة لَهُ يَد باسطة فِي تنميق الْكَلَام وتزويقه وَله قبُول تَامّ من الأعوام ثمَّ قطع الْكَلَام وَلزِمَ دَاره إِلَى أَن توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس ماية قَالَ ابْن النجار وَكَانَ يرْمى بأَشْيَاء مِنْهَا شرب الْخمر وشرى الْجَوَارِي الْمُغَنِّيَات وَسَمَاع الملاهي الْمُحرمَات وَأخرج عَن بغداذ مرَارًا لأجل ذَلِك وَكَانَ يمِيل إِلَى الرَّفْض ويظهره وَالله يعْفُو عَنَّا وَعنهُ وَمن شعره

(دع عَنْك حَدِيث من يمنيك غَدا ... واقطع زمن الْحَيَاة عَيْشًا رغدا)

(لَا ترج هوى وَلَا تعجل كمدا ... يَوْمًا تمضيه لَا ترَاهُ أبدا)

)

وَكتب يَوْمًا رقْعَة إِلَى الْحَافِظ السلَفِي وَكتب على رَأسهَا فرَاش لمْعَة وفراش شمعة فأعجب السلَفِي بهَا وَكَانَ يكررها وَكَانَ يدس سبّ الصَّحَابَة فِي كَلَامه مثل قَوْله قَالَ عَليّ يَوْمًا لفاطمة وَهِي تبْكي لم تبكين أأخذت مِنْك قدك أغصبتك حَقك أفعلت كَذَا أفعلت كَذَا الْكَاتِب باح مُحَمَّد بن عبد الله بن غَالب أَبُو عبد الله الْأَصْبَهَانِيّ الْكَاتِب الملقب بباح بباء مُوَحدَة بعْدهَا ألف ثمَّ حاء مُهْملَة لقب بذلك لقَوْله من أَبْيَات باح بِمَا فِي الْفُؤَاد باحا من أَصْبَهَان قدم بغداذ وَكَانَ كَاتبا لأبي ليلى أحد كبراء الديلم وَهُوَ صَاحب الرسايل ذكره عبيد الله بن أَحْمد بن أبي طَاهِر فِي كتاب بغداذ وَقَالَ مترسل شَاعِر مجيد وَله مدايح فِي الْمُعْتَمد والموفق واسمعيل بن بلبل الْوَزير لَهُ من قصيدة

(وَفِي المشيب لَو أَنِّي كنت منزجراً ... عَن الصَّبِي والتصابي كل منزجر)

(لَا عذر للمرء فِي حَال المشيب إِذا ... لم يثن ناظره عَن فتْنَة النّظر)

وَله من التصانيف كتاب جَامع الرسايل جزأه ثَمَانِيَة أَجزَاء وأضاف إِلَيْهِ بعد ذَلِك تاسعاً

<<  <  ج: ص:  >  >>