للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَسمع بهَا من الشريف ابْن الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز العباسي وَأبي المظفر هبة الله بن أَحْمد الشبلي وَغَيرهمَا ثمَّ قدمهَا ثَانِيًا وأملى بِجَامِع الْقصر عشر مجَالِس قَالَ ابْن النجار كتبناها عَنهُ وَكَانَ شَيخا فَاضلا صَدُوقًا متديناً توفّي فِي أَصْبَهَان سنة خمس وَتِسْعين وَخمْس مائَة

كَمَال الدّين ابْن درباس مُحَمَّد بن عبد الْملك بن عِيسَى بن درباس القَاضِي كَمَال الدّين أَبُو حَامِد ابْن قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين الماراني الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الضَّرِير الْعدْل أجَاز لَهُ السلَفِي وروى عَنهُ الدواداري وَابْن الظَّاهِرِيّ وَغَيرهمَا ودرس بِالْمَدْرَسَةِ السيفية مُدَّة وَأفْتى وأشغل وَقَالَ الشّعْر وجالس الْمُلُوك وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين وست مائَة وَمن شعره

الزَّاهِد الفارقي مُحَمَّد بن عبد الْملك بن عبد الحميد أَبُو عبد الله الفارقي الزَّاهِد قدم بَغْدَاد فِي صباه واستوطنها إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى الزّهْد وَالْعِبَادَة والتجرد عَن الدُّنْيَا دَعَا الْخلق إِلَى الله تَعَالَى وَكَانَ يتَكَلَّم على النَّاس كل جُمُعَة بعد الصَّلَاة بِجَامِع الْقصر يجلس على آجرتين وَيقوم قَائِما إِذا حمي فِي الْكَلَام وَسُئِلَ أَن يعْمل لَهُ كرْسِي خشب فَأبى وَكَانَ يحفظ كتاب نهج البلاغة ويغير عِبَارَته وَكَانَ الْكِبَار يحْضرُون مَجْلِسه والأعيان والفضلاء وَكَانَ يتَكَلَّم على لِسَان أهل الْحَقِيقَة بِلِسَان عذب وَكَلَام لطيف وَعبارَة رشقة ومنطق بليغ فَانْتَفع النَّاس بِهِ وأناب إِلَى الله تَعَالَى جمَاعَة ببركته وطهارة أنفاسه وصفاء بَاطِنه وَظَاهره وَقد دون كَلَامه وَجمعه وبوبه ورتبه ابو الْمَعَالِي الكتبي فِي كتاب مُفْرد وَكتب النَّاس عَنهُ من كَلَامه وشعره وَشعر غَيره

وَأورد لَهُ محب الدّين ابْن النجار

(انتقد جوهرية الْإِنْسَان ... وَالَّذِي فِيهِ من فنون الْمعَانِي)

(خل عَنْك الْأَسْمَاء واطرح الألق ... اب وَانْظُر إِلَى الْمعَانِي الحسان)

وَأورد لَهُ أَيْضا

(من عَاشَ عاين من أَيَّامه عجبا ... إِن الزَّمَان كَذَا يُبْدِي لنا العجبا)

(بَينا ترى الْمَرْء رَأْسا فِي تصرفه ... حَتَّى يعود على أعقابه ذَنبا)

)

(فَلَا تكن آمنا مِنْهُ مواهبه ... فَإِنَّهُ سالبٌ مَا كَانَ قد وهبا)

(إِذا تأملته تلقى خلائقه ... مريرةً بعد مَا ألفيتها ضربا)

قلت شعر فَوق المنحط وَدون الْمُتَوَسّط وَذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ الْبَيْتَيْنِ الْأَوليين وَتُوفِّي سنة ارْبَعْ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَأورد الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة قِطْعَة وافية من كَلَامه

شرف الدّين الأرزوني مُحَمَّد بن عبد الْملك بن عمر الشَّيْخ الإِمَام الزَّاهِد الْقدْوَة

<<  <  ج: ص:  >  >>