سنة ثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة أَو مَا دونهَا
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ بالزاي وَكَانَ معصره وأخذا جَمِيعًا عَن أبي بكر مُحَمَّد بن الْأَنْبَارِي وَيُقَال أَنه صنف غَرِيبه فِي خمس عشرَة سنة وَكَانَ يقرأه على ابْن الْأَنْبَارِي وَهُوَ يصلح لَهُ فِيهِ مَوَاضِع
نَفِيس الدّين الأسكاف الطَّبِيب مُحَمَّد بن عَسْكَر بن زيد بن مُحَمَّد طَبِيب فَاضل يعرف بنفيس الدّين ابي بكر الدِّمَشْقِي ابْن الأسكاف
حدث وروى عَنهُ ابْن الدمياطي توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة سِتِّينَ وست مائَة وَلم يذكرهُ ابْن أبي اصيبعة)
ابْن حَيَّان المغربي مُحَمَّد بن عَطِيَّة بن حَيَّان الْكَاتِب قَالَ ابْن رَشِيق شَاعِر ذكي متوقد سَلس الْكَلَام تُطِيعهُ الْمعَانِي وينساغ لَهُ التَّشْبِيه وتحضره البديهة وَهُوَ صَاحب إِبْرَاهِيم فِي كِتَابَة الحضرة وَمن أَبنَاء الْكتاب وَأهل الْخدمَة قَدِيما
قَالَ ابْن حَيَّان
(أقلوا عَن مُطَالبَة ازدجاري ... فَمَا أَنا فِي المجانة بالمداري)
(إِذا اتَّسع الملام عَليّ فِيمَا ... أحب وأشتهي ضَاقَ اصْطِبَارِي)
(وَكَيف الصَّبْر عَن شمسٍ وغصنٍ ... على حقفٍ ترجرج فِي الْإِزَار)
(أَقَامَ عذاره للنَّاس عُذْري ... وَقد أَصبَحت مخلوع العذار)
(فقلبي من غرامي فِي حريقٍ ... وعيني من دموعي فِي بحار)
(أَقُول لَهُم وَقد لاموا دَعونِي ... وَمن أَهْوى وشربي للعقار)
(إِذا عجل المشيب عَليّ ظلما ... فَإِنِّي لست أعجل للوقار)
وَقَالَ أَيْضا
(بتنا ندير الراح فِي شاهقٍ ... لَيْلًا على نَغمَة عودين)
(وَالنَّار فِي الأَرْض الَّتِي دُوننَا ... مثل نُجُوم الأَرْض فِي الْعين)
(فيا لَهُ من منظرٍ مؤنقٍ ... كأننا بَين سمائين)
وَقَالَ أَيْضا
(كَأَنَّمَا الفحم والرماد وَمَا ... تَفْعَلهُ النَّار فيهمَا لهبا)
(شيخٌ من الزنج شَاب مفرقه ... عَلَيْهِ درعٌ منسوجةٌ ذَهَبا)
وَقَالَ أَيْضا
(وكأنما الصُّبْح المطل على الدجى ... ونجومه المتأخرات تقوضا)
(نهرٌ تعرض فِي السَّمَاء وَحَوله ... أَشجَار وردٍ قد تفتح أبيضا)
قلت هَذَا التَّشْبِيه المجرة أولى بِهِ من الصُّبْح أَلا ترى أَن ابْن حجاج قَالَ
(هذي المجرة والنجوم كَأَنَّهَا ... نهرٌ تدفق فِي حديقة نرجس)