وَكَرمه مَعْطُوفًا وَقد اقتصرت على هَذَا الْقدر وقلما يَخْلُو كَلَامه من هَذَا النَّوْع الغث وَالضَّرْب الرث وَله رسائل الْتزم فِي وَاحِدَة الدَّال فِي كل كلمة وَالضَّاد فِي الْأُخْرَى وَالْمِيم فِي الْأُخْرَى والشين فِي أُخْرَى وَأَشْيَاء من هَذَا النمط الَّذِي يقذفه السّمع ويمجه يقطعهُ الانكار ويحجه وديوانه يدْخل فِي أَربع مجلدات كبار وَمن نظمه الرمل
(وهضيم الكشح فِي حبي لَهُ ... لم يزدني كاشحي إِلَّا اهتضاما)
(كرم العاشق فِيهِ مثل مَا ... لؤم العاذل فِيهِ حِين لاما)
)
(بقوام علم الهز القنا ... ولحاظ تودع السكر المداما)
(أتراه إِذْ تثنى ورنا ... سمهريا هز أم سل حساما)
(خَدّه يجرحه لحظ الورى ... فَلِذَا عَارضه يلبس لاما)
(ويريك الْخط مِنْهُ دائرا ... هَالة الْبَدْر إِذا حط اللثاما)
(وكثيب الرمل قد أخجله ... وقضيب البان ردفاً وقواماً)
ويعجبني قَوْله فِي أترجة الطَّوِيل
(وأترجة صفراء لم أدر لَوْنهَا ... أَمن فرق السكين أم فرقة السكن)
(بِحَق عرتها صفرَة بعد خضرَة ... فَمن شجر بَانَتْ وَصَارَت إِلَى شجن)
وَمثله قَول الْأُخَر الْبَسِيط
(أمسيت أرْحم أترجا وَأَحْسبهُ ... فِي صفرَة اللَّوْن من بعض الْمَسَاكِين)
(عجبت مِنْهُ فَمَا أَدْرِي أصفرته ... من فرقة الْغُصْن أَو خوف السكاكين)
وَمن هَذِه الْمَادَّة قَول الْغَزِّي الْبَسِيط
(كالشمع يبكي وَلَا يدْرِي أعبرته ... من صُحْبَة النَّار أَو من فرقة الْعَسَل)
ويعجبني قَوْله أَيْضا أَعنِي الْعِمَاد الْخَفِيف
(هِيَ كتبي فَلَيْسَ تصلح من بعدِي لغير الْعَطَّار والاسكافي)
(هِيَ إِمَّا مزاود للعقاقي ... ر وَإِمَّا بطائن للخفاف)
قَالَ ابْن ظافر فِي بَدَائِع الْبِدَايَة أَخْبرنِي الشريف فَخر الدّين أَبُو البركات الْعَبَّاس ابْن مُحَمَّد العباسي الْحلَبِي قَالَ أَخْبرنِي القَاضِي الْأَجَل عماد الدّين أَبُو حَامِد مُحَمَّد الْأَصْفَهَانِي كَاتب الْملك النَّاصِر نور الله ضريحه قَالَ كنت أعشق بالموصل صَبيا سِرَاجًا وَكَانَ يواصلني فَكلما استويت على عَرْشه قَالَ لي اكتم عَليّ وَلَا تنطق بِحرف وَيزِيد فِي ذَلِك فصنعت فِي بعض الْأَيَّام بديها السَّرِيع
(فديت سِرَاجًا إِذا لم يرج ... للوصل عِنْدِي أحد راج هُوَ)
(يَقُول لي اركبني وَلَا تفشه ... يُرِيد الجامي واسراجه)