للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وَهِي كشهب السَّمَاء راجمة ... جن جناة بقطفها كفلا)

(عيونها الرمد فِي ترقبنا ... جاحظة أبرزت لنا مقلا)

وَمن شعر الْعِمَاد الْكَاتِب الْكَامِل

(متلون كمدامعي متعفف ... كضمائري مُتَعَذر كوسائلي)

(أَنا فِي الضنى كالخصر مِنْهُ اشتكي ... من جَائِر مَا يشتكي من جائل)

وَمن شعره يمدح المستنجد بِاللَّه الطَّوِيل

(وَمَا كل شعر مثل شعري فِيكُم ... وَمن ذَا يقيس البازل الْعود بالنفض)

(وَمَا عز حَتَّى هان شعر ابْن هَانِيء ... وللسنة الغراء عز على الرَّفْض)

وَمن شعره أَيْضا الْبَسِيط

(أفدى الَّذِي خلبت قلبِي لواحظه ... وخلدت لدغات الْحبّ فِي كَبِدِي)

(صِفَات ناظره سقم بِلَا ألم ... سكر بِلَا قدح جرح بِلَا قَود)

(معشق الدل من تيه وَمن صلف ... مرنح الْعَطف من لين وَمن ميد)

(على محياه من نَار الصَّبِي شعل ... وَورد خديه من مَاء الْحَيَاة ندى)

ويحكى عَنهُ أَنه قَالَ يَوْمًا للفاضل سر فَلَا كبا بك الْفرس فَأَجَابَهُ القَاضِي دَامَ عَلَاء الْعِمَاد وَهَذَا الْجَواب أول مصراع للْقَاضِي نَاصح الدّين الأرجاني فَإِن كَانَ الْفَاضِل استحضره فَحسن وَإِن كَانَ اخترعه فَأحْسن وكلا الْكَلَامَيْنِ مِمَّا يقْرَأ مقلوباً واجتمعا يَوْمًا فِي موكب السُّلْطَان وَقد انْتَشَر الْغُبَار لِكَثْرَة الفرسان بِمَا سد الفضاء فأنشده الْعِمَاد فِي الْحَال مرفل الْكَامِل

(أما الْغُبَار فَإِنَّهُ ... مِمَّا أثارته السنابك)

(والجو مِنْهُ مظلم ... لَكِن أنار بِهِ السنابك)

(يَا دهر لي عبد الرحي ... ر فلست أخْشَى مس نابك)

قلت لَيْسَ بَين الثَّالِث وَمَا قبله علاقَة وَإِنَّمَا الجناس اضطره إِلَى ذَلِك وَلما مَاتَ الْوَزير عون الدّين اعتقل الْعِمَاد فِي جملَة من اعتقل لإنه كَانَ يَنُوب عَنهُ فِي نظر وَاسِط فَكتب إِلَى عماد الدّين ابْن رَئِيس الرؤساء استاذ دَار المستنجد بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ الْكَامِل

(قل للْإِمَام علام حبس وَلِيكُم ... أولُوا جميلكم جميل ولائه أوليس إِذْ حبس الْغَمَام وليه ... خلى أَبوك سَبيله بدعائه)

وَهَذَا الْمَعْنى فِي غَايَة الْحسن لإنه أَشَارَ إِلَى قصَّة الْعَبَّاس فِي الاسْتِسْقَاء وَدُعَاء عمر ابْن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ بِالْعَبَّاسِ فامطروا وَكَانَ إِذا دخل عَلَيْهِ من يعودهُ فِي مَرضه ينشد مجزوء الْخَفِيف

(أَنا ضيف بربعكم ... أَيْن أَيْن المضيف)

<<  <  ج: ص:  >  >>