غصنا أنبت البنفسج والآس سياجاً على حديقة ورد وأنشدني لَهُ من لَفظه ونقلته من خطه
(ونيلٍ كم أنال منى وَأمنا ... وَكم أهْدى إِلَى سرٍ مسره)
(تخال مراكباً تختال فِيهِ ... نجوماً سائراتٍ فِي مجره)
وأنشدني من لَفظه وَمن خطه نقلت موالياً
(عَايَنت من ذَنْب هجرو بالوفا مغْفُور ... فِي النَّهر يسبح وحظو بالبها موفور)
(شبهت من فَوق جسمو شعرو المضفور ... ألف من الْمسك فِي صفحه من الكافور)
وأنشدني من لَفظه وَمن خطه نقلت
(باكر إِلَى رشف خمره تنعش المحرور ... مَعَ من تحب وقلبك منشرح مسرور)
(أما ترى اللَّيْل شمر ذيلو الْمَجْرُور ... والورد بالطل فتح جيبو المزرور)
وأنشدني أَيْضا وَمن خطه نقلت
(حبي الَّذِي خالقو بالْحسنِ قد مدوا ... حَتَّى سما وَتجَاوز فِي الصفه حدو)
(رمان نهدو عقد فِي غُصْن من قدو ... وَمَا انطفا جلنارو الغض فِي خدو)
وأنشدني أَيْضا وَمن خطه نقلت
(وهيفاء وطفاء فتانةٍ ... يلذ التهتك والوجد فِيهَا)
(إِذا سكر النَّاس من خمرةٍ ... فسكري مَا زَالَ من خمر فِيهَا)
وأنشدني أَيْضا وَمن خطه نقلت)
(انْظُر إِلَى تخييل أخياطها ... فِي كاسها يَا أحسن النَّاس)
(لَو لم تكن شمساً لما أظهرت ... أشعةً فِي أفق الكاس)
وأنشدني أَيْضا وَمن خطه نقلت
(أتشكى مَعَ البعاد إِلَيْكُم ... برقيق العتاب فرط اشتياقي)
فَكَأَنِّي الورقاء من فرقة الإلف تلهث بالسجع فِي الأوراق شمس الدّين السرُوجِي مُحَمَّد بن عَليّ بن ايبك السرُوجِي الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين
سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع عشرَة وَسبع مائَة بالديار المصرية عرض الْقُرْآن وَهُوَ ابْن تسع سِنِين وارتحل إِلَى دمشق وحلب وَغَيرهَا من بِلَاد الشَّام مَرَّات وَأخذ عَن الشَّيْخ فتح الدّين وَالشَّيْخ أثير الدّين وَمن عاصره من أَشْيَاخ الْعلم وَصَارَ من الْحفاظ أتقن