للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْمُتُون وَأَسْمَاء الرِّجَال وطبقات النَّاس والوقائع والحوادث وَضبط الوفيات والمواليد وَمَال إِلَى الْأَدَب وَحفظ من الشّعْر الْقَدِيم والمحدث جملَة وَكتب الْأَجْزَاء والطباق وَحصل مَا يرويهِ عَن أهل عصره فِي الْبِلَاد الَّتِي ارتحل إِلَيْهَا وَلم أر بعد الشَّيْخ فتح الدّين رَحمَه الله تَعَالَى من يقْرَأ أسْرع مِنْهُ وَلَا أفْصح

وَسَأَلته عَن أَشْيَاء من تراجم النَّاس ووفياتهم وأعصارهم وتصانيفهم فَوَجَدته حفظَة مستحضراً لَا يغيب عَنهُ مَا حصله وَهَذَا الَّذِي رَأَيْته مِنْهُ فِي هَذِه السن الْقَرِيبَة كثير على من علت سنه من كبار الْعلمَاء وَمَعَ ذَلِك فَلهُ ذوق الأدباء وَفهم الشُّعَرَاء وخفة روح الظرفاء

توفّي رَحمَه الله تَعَالَى بحلب لَيْلَة ثامن من شهر ربيع الأوّل سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَدفن ثَانِي يَوْم بكرَة الْجُمُعَة

وَكَانَ قد خرج لنَفسِهِ تسعين حديثاًص متباينة الأسناد قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سمعناها مِنْهُ ثمَّ كملها مائَة

أَمِين الدّين الأنفي مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن الْمُحدث الْفَاضِل أَمِين الدّين الأنفي الدِّمَشْقِي الْمَالِكِي

ولد سنة ثَلَاث عشرَة وَسبع مائَة فِي شَوَّال وَحفظ الْقُرْآن وَالْفِقْه وَطلب الحَدِيث وَقَرَأَ وَنسخ كثيرا من الْأَجْزَاء والكتب سمع الْبَنْدَنِيجِيّ وَالشَّمْس نقيب السَّبع وَبنت صصرى وَنسخ جملَة من تواليفي وَقَرَأَ عَليّ أَشْيَاء من شعري وَمن مصنفاتي وَهُوَ حسن الشكل جميل الود حُلْو)

الْعبارَة

القَاضِي فَخر الدّين الْمصْرِيّ الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم أَبُو الْفَضَائِل الشَّيْخ الإِمَام الْفَاضِل الْعَلامَة ذُو الْفُنُون أعجوبة الزَّمَان القَاضِي فَخر الدّين أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ

سَأَلته عَن مولده فَقَالَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين وست مائَة بِظَاهِر الْقَاهِرَة فِي الحبانية ووفاته بِدِمَشْق فِي دَاره بالعادلية الصَّغِيرَة بعد مرضة طَوِيلَة عوفي فِي أَثْنَائِهَا ثمَّ انتكس توفّي يَوْم الْأَحَد سادس عشر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَسبع مائَة وَصلي عَلَيْهِ الظّهْر بالجامع الْأمَوِي وَدفن فِي مَقَابِر الْبَاب الصَّغِير وَكَانَت جنَازَته حفلة

خرج من الديار المصرية أول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبع مائَة وَأقَام بِدِمَشْق وَقَرَأَ الْقُرْآن على جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ مُوسَى العجمي وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه أَولا على الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن قَاضِي شُهْبَة ثمَّ قَرَأَ الْفِقْه على الشَّيْخ برهَان الدّين ابْن الشَّيْخ تَاج الدّين وَقَرَأَ بَقِيَّة الْعُلُوم على الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني وَهُوَ أَكْثَرهم إِفَادَة لَهُ وَكَانَ معجباً بِهِ وبذهنه الْوَقَّاد وَحفظه المنقاد يُشِير إِلَيْهِ فِي المحافل والدروس وينوه بِقَدرِهِ ويثني عَلَيْهِ وَقَرَأَ على الشَّيْخ صدر الدّين وَبحث على الشَّيْخ مجد الدّين التّونسِيّ وعَلى الشَّيْخ نجم الدّين القحفازي كتاب المقرب فِي النَّحْو وَحفظ الجزولية وَبحث مِنْهَا جانباً على الشَّيْخ نجم الدّين الصَّفَدِي وَقَرَأَ الجست على النُّعْمَان والمنطق على جمَاعَة أشهرهم الشَّيْخ رَضِي الدّين المنطقي وعَلى الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي بِمصْر وَحفظ التَّنْبِيه والمنتخب فِي أصُول الْفِقْه وَحفظ مُخْتَصر

<<  <  ج: ص:  >  >>