وَقَول أبي تَمام
(كَأَنَّهُ كَانَ ترب الْحبّ مذ زمن ... فَلَيْسَ يعجزه قلب وَلَا كبد)
قلت هَذَا جملَة مَا رَأَيْتهمْ عدوه فِي الموطن وَفِي تَرْجَمَة عَليّ بن عبد الله النَّاشِئ الْأَكْبَر شَيْء يتَعَلَّق بِهَذَا الْمَعْنى يَأْتِي فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقد أَخذ الْمَعْنى الشريف الرضي فَقَالَ
(كَأَن سَيْفك ضيف الشيب لَيْسَ لَهُ ... إِذا أَتَى عَن وُرُود الرَّأْس منصرف)
وَقَالَ الأرجاني
(كَأَن سيوف الْهِنْد فِيهَا كواكب ... مَعَ الصُّبْح فِي هام الكماة تغور)
وَهَذَا من قَول ابْن المعتز
(متردياً نصلاً إِذا ... لَاقَى الْمنية لم يراقب)
فَكَأَنَّهُ فِي الْحَرْب شمس والرؤوس لَهُ مغارب وَقَالَ ابْن الساعاتي أَمن الهجر سَيْفه فَهُوَ لَا يَنْفَكّ مذ كَانَ قَاطعا بتارا أم من الْحبّ رمحه فَهُوَ لَا يألف إِلَّا الْقُلُوب والأفكارا وَقَالَ أَيْضا
(بيض الْوُجُوه كَأَن زرق رماحهم ... سر يحل سَواد قلب الْعَسْكَر)
وَقَالَ ابْن عبدون)
(كَأَن عداهُ فِي الهيجا ذنُوب ... وصارمه دُعَاء مستجاب)
وَقَالَ القَاضِي الْفَاضِل
(كَأَنَّمَا أسيافه فِي الوغى ... طير ترى الْهَام لَهَا عشا)
وَقَالَ ديك الْجِنّ
(فَتى ينصب فِي ثغر الفيافي ... كَمَا ينصب فِي الْمقل الرقاد)
حدث أَبُو منصرور ابْن الجواليقي عَن أبي زَكَرِيَّا التبريزي عَن أبي الجوائز الوَاسِطِيّ عَن المخلدي الأديب أَن المتنبي كَانَ بواسط جَالِسا وَعِنْده وَلَده المحسد قَائِما وَجَمَاعَة يقرأون عَلَيْهِ فورد إِلَيْهِ بعض النَّاس فَقَالَ لَهُ أُرِيد أَن تجيز لنا هَذَا الْبَيْت
(زارنا فِي الظلام يطْلب سترا ... فافتضحنا بنوره فِي الظلام)