للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(يلذَّ إِلَى الأسماع رَجَعَ حَدِيثهَا ... إِذا جاش مِنْهَا منخر سدَّ منخر)

فَأجَاب عَن ذَلِك فِي الْوَقْت

(نهاني النهى والشيب عَن وصل مثلهَا ... وَكم مثلهَا فارقتها وَهِي تصفر)

قلت هَذَا من البديه المخرع والبديع المعجز لِأَنَّهُ أجَاب التَّضْمِين بتضمين من بَقِيَّة الْقطعَة وَهِي من أَبْيَات الحماسة وَسُئِلَ أَن ينظم أبياتاً تكْتب على مشطٍ للْملك الْعَزِيز مُحَمَّد صَاحب حلب فَقَالَ

(حللت من الْملك الْعَزِيز براحةٍ ... غَدا لثمها عِنْدِي أجلَّ الْفَرَائِض)

(وأصبحت مفترَّ الثنايا لأنني ... حللت بكفٍّ بحرها غير غائض)

(وَقبلت سامي كفّه بعد خدّه ... فَلم أخل فِي الْحَالين من لثم عَارض)

وَقَالَ وَهُوَ مَشْهُور عَنهُ

(جَاءَ غلامي فَشَكا ... أَمر كميتي وَبكى)

(وَقَالَ لي لاشكّ بر ... ذونك قد تشبّكا)

(قد سقته الْيَوْم فَمَا ... مَشى وَلَا تحرَّكا)

(فَقلت من غيظي لَهُ ... مجاوباً لما حكى)

(تُرِيدُ أَن تخدعني ... وَأَنت أصل المشتكى)

(ابْن الحلاويَّ أَنا ... خلَّ الرَّياء والبكا)

)

(وَلَا تخادعني ودع ... حَدِيثك المعلَّكا)

(لَو انّه مسيَّر ... لما غذا مشبكا)

فمذ رأى حلاوة الْأَلْفَاظ منّي ضحكا وَكتب إِلَى القَاضِي محيي الدّين ابْن الزكّي يصف خطّه

(كتبت فلولا أنَّ هَذَا محرم ... وَهَذَا حَلَال قست خطّك بِالسحرِ)

(فوَاللَّه مَا أَدْرِي أَزْهَر خميلةٍ ... بطرسك أم درُّ يلوح على نحر)

(فَإِن كَانَ زهراً فَهُوَ صنع سحابةٍ ... وَإِن كَانَ درّاً فَهُوَ من لجّة الْبَحْر)

وَقَالَ من قصيدة يمدح الْملك النَّاصِر دَاوُد صَاحب الكرك رَحمَه الله تَعَالَى

<<  <  ج: ص:  >  >>