(أَحْيَا بموعده قَتِيل وعيده ... رشأ يشوب وصاله بصدوده)
(قمر يفوق على الغزالة وَجهه ... وعَلى الغزال بمقلتيه وجيده)
(يَا ليته يعد الْهلَال فَإِنَّهُ ... مَا زَالَ ذَا لهجٍ بخلف وَعوده)
مِنْهَا
(قمر أطَاع الْحسن سنّة وَجهه ... حَتَّى كَأَن الْحسن بعض عبيده)
(أَنا فِي الغرام شهيده مَا ضرَّه ... لَو أنَّ جنّة وَصله لشهيده)
(يَا يُوسُف الْحسن الَّذِي أَنا فِي الْهوى ... يعقوبه بثّي إِلَى داوده)
وَلما توجه بدر الدّين لُؤْلُؤ صَاحب الْموصل إِلَى الْعَجم للاجتماع بهولاكو كَانَ ابْن الحلاوي مَعَه فَمَرض فِي تبريز وَتُوفِّي فِيمَا قبل سلماس وَهُوَ فِي حُدُود السِّتين من عمره وَمن شعر ابْن الحلاوي
(لحاظ عَيْنَيْك فاتنات ... جفونها الوطف فاترات)
(فرّق بيني وَبَين صبري ... مِنْك ثنايا مفرّقات)
(يَا حسنا صدّه قَبِيح ... فَجمع شملي بِهِ شتات)
(قد كنت لي واصلاً وَلَكِن ... عداك عَن وَصلي العداة)
(إِن لم يكن مِنْك لي وَفَاء ... دنت بهجرانك الْوَفَاة)
(حيّات صدغيك قاتلات ... فَمَا لملسوعها حَيَاة)
(والثغّر كالثغر فِي امْتنَاع ... تحميه من لحظك الرّماة)
)
(يابدر تمّ لَهُ عذار ... بحسنه تمّت الصِّفَات)
(منمنم الوشي فِي هَوَاهُ ... يَا طالما نمّت الوشاة)
(نَبَات صدغٍ حلاّك حسنا ... والحلو فِي السكّر النَّبَات)
وَمن شعره من قصيدة
(فِي حدَّها رَوْضَة إِذا رعيت ... باللحظ راحت بطرفها تحمى)
(بقامةٍ تلتوي وناظرها ... يدمي البرايا ووجنةٍ تدمى)
(كَأَنَّمَا الرَّدف خلفهَا أجأ ... كَيفَ استقلّت بِحمْلِهِ سلمى)
قلت أجأ وسلمى جبلان معروفان من جبال طَيء وَكَانَ السُّلْطَان بدر الدّين لُؤْلُؤ صَاحب الْموصل فِي أول الْحَال لَا ينادمه وَلَا يحضرهُ مَجْلِسه وَإِنَّمَا كَانَ ينشده أَيَّام المواسم والأعياد المدائح الَّتِي يعملها فِيهِ فَلَمَّا كَانَ فِي بعض الْأَيَّام رَآهُ فِي الصَّحرَاء وَهُوَ فِي رَوْضَة معشبة وَبَين يَدَيْهِ برذون لَهُ مَرِيض يرْعَى فجَاء إِلَيْهِ ووقف