(كَانَ سَمْعِي فِي مصر بالشيخ فتح الدّين يجني الْآدَاب وَهِي شهيه)
(يَا لَهَا غربَة بِأَرْض دمشق ... أعوزتني الْفَوَاكِه الفتحيه)
وكتبت إِلَيْهِ السَّرِيع
(يَا حَافِظًا كم لرواياته ... من جنَّة فِي بطن قرطاس)
(وَكم شذى من سنة الْمُصْطَفى ... قد ضَاعَ من حفظك للناسى)
وأنشدني رَحمَه الله من لَفظه لنَفسِهِ الْبَسِيط
(فقري لمعروفك الْمَعْرُوف يغنيني ... يَا من أرجيه وَالتَّقْصِير يرجيني)
(إِن أوبقتني المطايا عَن مدى شرف ... نجا بإدراكه الناجون من دوني)
(أَو غض من أملي مَا سَاءَ من عَمَلي ... فَإِن لي حسن ظن فِيك يَكْفِينِي)
)
وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ الطَّوِيل
(عذيري من دهر تصدى معاتباً ... لمستمنح العتبى فاقصد من قصد)
(رَجَوْت بِهِ وصل الحبيب فعندما ... تبدي لي المعشوق قابله الرصد)
وأنشدني إجَازَة وَمن خطه نقلت مجزوء الوافر
(صرفت النَّاس عَن بَال ... فحبل ودادهم بالي)
(وحبل الله معتصمي ... بِهِ علقت آمالي)
(وَمن يسل الورى طراً ... فَإِنِّي عَنْهُم سَالَ)
(فَلَا وَجْهي لذِي جاه ... وَلَا ميلي لذِي مَال)
وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ الْخَفِيف
(يَا بديع الْجمال شكر جمالك ... إِن توافى عشاقه بوصالك)
(لنت عطفا لَهُم وقلبك قَاس ... فهم يَأْخُذُونَ من ذَا لذَلِك)
(غير أَن الْكَمَال أولى بذا الح سنّ وَمن للبدور مثل كمالك)
قابلت وَجهك السَّمَاء فشكل الْبَدْر مَا فِي مرآتها من خيالك
(مثلته لَكِن رسوم صداها ... كلفته فقصرت عَن مثالك)
وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ ملغزا السَّرِيع
(ظَبْي من التّرْك هضيم الحشا ... مهفهف الْقد رَشِيق القوام)
(للطرف من تذكاره عِبْرَة ... وَالْقلب شوق أرق المستهام)