وَثَالِثهَا من الطَّوِيل
(أعانق غُصْن البان مِنْهَا تعللاً ... فَأنكرهُ مساً وأعرفه قدا)
فَقَالَ من الطَّوِيل
(شكت يالها تَشْكُو لفرط صبابةٍ ... ولوعة وجدٍ ألبستها الضنى بردا)
(وَقَالَت ودمع الْعين فِي ورد خدها ... يُرِيك جمان الطل إِذْ بَلل الوردا)
(أيا قمرٌ رفقا على الْقلب إِنَّه ... سقيمٌ ضعيفٌ لَيْسَ يحْتَمل الصدا)
(فَلَو حملت شم الْجبَال من الْهوى ... كبعض الَّذِي حَملته هدها هدا)
وَرَابِعهَا من الطَّوِيل
(صَحا الْقلب عَن سلمى وعلق زينبا ... وعاوده أَضْعَاف مَا قد تجنبا)
فَقَالَ من الطَّوِيل
(إِذا نمت الأزهار واعتلت الصِّبَا ... وهيجت الألحان أشجان من صبا)
(ودارت كؤوسٌ للمدام تخالها ... لرقة مَا فِيهَا لجيناً مذهبا)
(تهز هلالاً للمكارم هزةً ... كهز القنا يَوْم الكريهة والظبى)
(فَفِي حَالَة الإفضال يشبه حاتماً ... وَفِي حَالَة الْإِقْدَام يَحْكِي المهلبا)
وَمن شعره وَالرَّابِع مضمن من الوافر
(نفى نومي وهيج لي خيالي ... فراقٌ لم يكن يجْرِي ببالي)
(وَكُنَّا قبله فِي خفض عيشٍ ... وأنسٍ وانتظامٍ واتصال)
(فشتتنا الْفِرَاق وروعتنا ... مطي الْبَين تدني لارتحال)
(فَلَو نعطى الْخِيَار لما افترقنا ... وَلَكِن لَا خِيَار مَعَ اللَّيَالِي)
الْبكْرِيّ الإشبيلي عبد الله بن مُحَمَّد بن عمار الْبكْرِيّ الإشبيلي من أقَارِب أبي عبيد الْبكْرِيّ قدم على شَرق الأندلس فِي أول الْمِائَة السَّابِعَة قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم سمع مِنْهُ ببلنسية بعض شعره شَيخنَا القَاضِي أَبُو الْخطاب بن واجبٍ ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده وَبِه توفّي وَمن شعره من الْكَامِل
(سلت على الْأَعْدَاء مِنْهُ صوارمٌ ... قطعت مُنَاسِب دومةٍ عَن قَيْصر)