(لقد جمع الْإِلَه لناظريه ... بنضرة خَدّه مَاء وخضره)
(وحمرته بِمَاء الْعين تذكى ... وَمَا جَفتْ بهَا للشعر زهره)
(فإبريق المدام بريق فِيهِ ... وَلم أشْرب فَكيف وجدت سكره)
(وَعِنْدِي أَنه لبن وخمر ... وَقَالَ حسوده مَاء وجمره)
(يروع قرطه من بعد مهوى ... فَإِن يرعد فقد أبديت عذره)
(وَلَوْلَا جوره مَا كَانَ ظلما ... يغلظ ردفه ويرق خصره)
(وَلَوْلَا بخله مَا كَانَ نظمي ... لَهُ شفتان تستلمان ثغره)
(وأعجب من ذبولهما ظماء ... وَقد منعا الورى من ورد خمره)
(سقا روض العقيق بِفِيهِ خمر ... وَقد زَان الْبيَاض سَواد طره)
(سقا روض العقيق بِفِيهِ خمر ... وَكَانَ النبت بعد السَّقْي دره)
(فيا شمساً تبدت لي عشَاء ... وَيَا قمراً وَلَيْسَ يغيب بكره)
(إِذا استخدمت فِي الأفكار سري ... وَمَا أطلقت لي بالوصل أجره)
(وَقد ضمن اغترامي عَنْك صبري ... وَكم من ضَامِن يبْلى بكسره)
(وَلم أره على الْأَيَّام إِلَّا ... عقدت محبَّة وحللت صره)
(وَلَا عاتبته إِلَّا ثناه ... على الغيظ وَهُوَ عَليّ شفره)
(وَلَا استمطرت سحب الْعين إِلَّا ... بقيت بأدمعي فِي الشَّمْس عصره)
(بَكَيْت عَلَيْك يَا مولَايَ حَتَّى ... صرعت وَلَيْسَ فِي عَيْني قطره)
(وَكم زمن نواصله وَكُنَّا ... نقُول لذاك كَيفَ قطعت شعره)
(صببت عَلَيْهِ لما زَاد دمعي ... فَأنكرهُ فَقلت المَاء نثره)
(وخوفني من الأوزار فِيهِ ... وَمن لمحبه لَو نَالَ وزره)
(وحلمني هَوَاهُ فصرت فِيهِ ... أسامح كل من لحقته ضجره)
(بدا بَدْرًا جلاه ليل شعر ... وَقد أهْدى لَهُ الشَّفق المزره)
(وَجُمْلَة مَا أُرِيد بِأَن يراني ... مَكَان الْخَيط مِنْهُ وَهُوَ إبره)
(فَقلت لَهُ وَقد أحرقت جسمي ... وَأَنت بِهِ فَكيف سكنت سره)
)
(فَلَو قبلتني وَقبلت مني ... فَقَالَ أَخَاف بعد الْحَج عمره)
(تميدن خَدّه من وَقع لثمي ... وصولح صُدْغه وَالْخَال أكره)