(إِذا عاينته وبدا رقيبي ... فيا لَك حمرَة نسجت بصفره)
(أَرَانِي كنت فِي وَطن التصابي ... وأشعار المشيب دَلِيل سَفَره)
(وَمَا أخصبت يَا نور الأقاحي ... وَإِن أجدبتني إِلَّا لمطره)
(وينهرني نَهَار الشيب زجرا ... وليل شبيبتي قد كَانَ ستره)
(وَإِن رابتك أقوالي فَإِنِّي ... حملت وقاره وحملت وقره)
وَلَيْسَ يجوز الْأَيَّام إِلَّا التخيل والتخيل للمسرة
(وخل لَا يخل بِشَرْط ودي ... وَلَا يُبْدِي لعينك وَجه عذره)
(وَبَعض الْحلم فِي الْأَوْقَات جهل ... ويعجبني الْحَلِيم وَلَو بمره)
(وَكم قد مر فِي سَمْعِي ملام ... أخذت لبابه وَتركت قشره)
(وَمَا فِي الأَرْض أشعر من أديب ... يَقُول الشّعْر فِي البخلاء سَخَّرَهُ)
(يروقني الْكَرِيم وَلَو بفلس ... وَلَا أَهْوى الْبَخِيل وَلَو ببدره)
(وكل مذاقة تحلو وتحلى ... سوى طعم السُّؤَال فَمَا أمره)
(مَرَرْت على حطام من حطام ... ويملكني الصّديق بِحسن عشره)
(وَأما سوء حظي من صديقي ... فَذَاك من الرسوم المستقره)
(حفظت عهوده وأضاع عهدي ... وَلم يَك لي بطرق الْغدر خَبره)
(وَكم آمنته خدعي ومكري ... وَلم آمن خديعته ومكره)
(بذلت لَهُ على العلات خيري ... وَلَكِن مَا كفاني الله شَره)
(وَمَا أدخلت نَار الهجر قلباً ... بَقِي من حبه مِثْقَال ذره)
(سترجعه لي الْأَيَّام طَوْعًا ... وتعطفه التجارب وَهُوَ مكره)
(لي الثِّقَة الَّتِي مَلَأت يَمِيني ... من الثِّقَة الَّذِي أمليت شكره)
(أَذمّ الدَّهْر من ذمِّي بمدحي ... وذم خَلِيله من ذمّ دهره)
(رَبِّي رئاسة وَأبي نفس ... وَرَأس سيادة وَأمين حَضَره)
(من الْقَوْم الَّذين لَهُم حَدِيث ... إِذا نشر استطاب الْمسك نشره)
)
(وُجُوه رئاسة لَهُم وُجُوه ... وَستر الْجُود فِي تِلْكَ الأسره)
(تفانوا فِي سَبِيل الْمجد لَكِن ... لَهُم ذكر أَطَالَ الله عمره)
(لقد أحببته سلفا رميماً ... فَعَاد لأثره فِي الْمجد أَثَره)