وَقَالَ
(ويومٍ لنا بالنَّيْرَبَيْنِ رقيقةٌ ... حَوَاشِيه خالٍ من رقيبٍ يَشينُهُ)
(وقفنا فسلَّمنا على الدَّوحِ غُدوةً ... فردَّتْ علينا بالرؤوسِ غصونُهُ)
وَقَالَ فِي مليح فحَّام
(يَا عائبَ الفحَّامِ جهلا أنَّه ... أضحى لواصف حسنه فحَّاما)
(وَإِذا غُبارُ الفحم برقَعَهُ غَدا ... كالبدر دَار بِهِ الغَمامُ لِثاما)
وَقَالَ
(ذُكِرْتَ شوقاً وَعِنْدِي مَا يصدِّقُهُ ... قلبٌ تُقلِّبه الذكرى وتُقلقُهُ)
(هَذَا على قُربِ دارَيْنا وَلَا عجبٌ ... فالطَّرفُ للطَّرفِ جارٌ لَيْسَ يرمُقُهُ)
قلتُ أَخذ الْمَعْنى من الأوَّل وَهُوَ أحسن سبكاً وألطف حبكاً وَهُوَ
(لَئِن تفرَّقنا وَلم نَجْتَمِع ... وعاقتِ الأَقدارُ عَن وقتِها)
(فَهَذِهِ العينان مَعَ قربهَا ... لَا تنظر الْأُخْرَى إِلَى أختِها)
وَقَالَ
(لَو رآنا العَذولُ يومَ الْتَقَيْنَا ... بعد طول الصدود والهجرانِ)
(لرَأى العشقَ كلَّه قد تلاقى ... هُوَ والحسنُ كلُّه فِي مكانِ)
وَقَالَ
(لَا أرى لَقْطَ عارضيه قبيحاً ... يَا عذولاً عَن حبِّه ظلَّ يَنْهَى)
)
(وَجهه روضةٌ وَلَيْسَ عجيباً ... أنَّه يُلتقطُ البنفسجُ مِنْها)
وَقَالَ
(أحببتهُ رشأً عَلَتْهُ شُقرةٌ ... من أجلهَا ذهبُ العِذارُ مُفَضَّضُ)
(قل للعواذل فِيهِ هَل أنكرتمُ ... أنَّ البنفسج مِنْهُ زهرٌ أبيضُ)
وَقَالَ
(أتيتُ إِلَى البلقاء أبغي لقاءكم ... فَلم أرَكم فازداد شوقي وأشجاني)
(فَقلت ليَ الأَقوامُ مَن أنتَ راصدٌ ... لرؤياه قلتُ الشمسُ قَالُوا بحسبان)
وَقَالَ وظرَّف
(لنا صاحبٌ قد هذَّب الطبعُ شِعرَهُ ... فَأصْبح عاصيه على فِيهِ طيِّعا)